اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 186
بشير: فركبت فرسي و ركضت حتى دخلت المدينة، فلما بلغت مسجد النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم رفعت صوتي بالبكاء و أنشأت أقول:
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها # قتل الحسين فادمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج # و الرأس منه على القناة يدار
ثم قلت: يا أهل المدينة هذا علي بن الحسين مع عماته و اخواته قد حلوا بساحتكم و نزلوا بفنائكم، و أنا رسوله اليكم اعرفكم مكانه، قال: فما بقيت بالمدينة مخدرة و لا محجبة إلا برزن من خدورهن مكشوفة شعورهن، مخمشة وجوههن، ضاربات خدودهن، و هن يدعون بالويل و الثبور، و لم يبق بالمدينة أحد إلا خرج و هم يضجون بالبكاء، ، فلم أر باكيا أكثر من ذلك اليوم، و لا يوما أمرّ على المسلمين منه بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و سمعت جارية تنوح على الحسين عليه السّلام و تقول:
نعى سيدي ناع نعاه فاوجعا # و أمرضني ناع نعاه فافجعا
فعينيّ جواد بالدموع و اسكبا # وجودا بدمع بعد دمعكما معا
على من دهى عرش الجليل فزعزعا # فاصبح هذا المجد والدين اجدعا
على ابن نبي اللّه و ابن وضيه # و ان كان عنا شاحط الدار اشسعا
ثم قالت: أيها الناعي جددت حزننا بأبي عبد اللّه عليه السّلام و خدشت منا قروحا لما تندمل، فمن أنت رحمك اللّه؟فقلت: انا بشير بن جذلم وجهني مولاي علي بن الحسين عليهما السّلام و هو نازل بموضع كذا و كذا مع عيال أبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام و نسائه، قال: فتركوني مكاني و بادروني، فضربت فرسي حتى رجعت اليهم، فوجدت الناس قد أخذوا الطرق و المواضع، فنزلت عن فرسي و تخطأت رقاب الناس حتى قربت من باب الفسطاط، و كان علي بن الحسين عليهما السّلام داخلا، فخرج معه خرقة يمسح بها دموعه و خلفه خادم معه كرسي فوضعه له و جلس عليه و هو لا يتمالك من العبرة، و ارتفعت
اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 186