responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب المؤلف : الگنجي الشافعي‌، محمد بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 159

و هو من دعاة الهدى للأمة يجنب الناس المكاره و المعاطب، و يرشدهم الى سبيل الخير و الصلاح، و يدعوهم الى ما دعاهم اللّه إليه و رسوله، و ينهاهم عما نهاهم اللّه عنه و رسوله، فيكونون بين يدي العالم كالأسير بين يدي مالكه، لا يتهمه في أمر و لا نهي، و يكون عند رؤيته و شهادته كالناظر الى وجه رسول اللّه (ص) و الجالس بين يديه و لا ينظر إليه شزرا و لا يرفع صوته بين يديه، و لا يدعوه باسمه بل يكتبه و يدعوه بالتبجيل و التفخيم (و النظر الى المصحف عبادة) من حيث معرفة وجوب حرمته و جلالته و إكرامه و إعظامه، و تأمله الى الأمر و النهي، و الندب و الاستحباب، و سؤال اللّه تعالى الرحمة عند ذكر الرحمة، و الجنة و الاستعاذة باللّه عز و جل من النار و الفتن و الشرور عند ذكرها فيفرغ سرّه و جوارحه عند النظر في كتاب اللّه عز و جل، و يدبر آياته و يتفكر فى عبره و تبيانه، فيكون من العابدين بقراءته و من العائذين بالنظر إليه (و النظر الى وجه النبي صلى اللّه عليه و آله عبادة) إذا كان النظر إليه بعين الاحترام و التبجيل و الاكرام انه سفير بين اللّه عز و جل و بين عباده، و له المكانة العظيمة لاختيار اللّه تعالى إياه لرسالته و اطلاعه على اسرار الحق، و قيامه بالأمر و النهي و تتمة مكارم الاخلاق الى غير ذلك مما يطول شرحه.

و كذلك (النظر الى الكعبة عبادة) و هي حجارة بناها البناء إما من اهل الايمان، و إما من اهل الشرك و هي أيضا تماثيل الابنية من بيوت النار و بيوت الاصنام، و إنما كان النظر الى الكعبة عبادة من حيث انها نسبت الى اللّه عز و جل بالتخصيص و التشريف، و انها بيت اللّه و موضع نظره من ارضه و مهبط رحمته و حياطة ملائكته و محل انبيائه و رسله، و مائدة وليمته في ارضه التي دعا الناس إليها، و أوجب عليهم حجها، فان الناظر إليها كالناظر الى اللّه عز و جل فينظر إليها بالتعظيم و التوقير و الاجلال و الاحترام و الاحتشام، و يلوذ بها و يطوف حولها، و يتمسح بأركانها كما يفعل العبد الذليل بين يدي المولى الجليل، يرجو

اسم الکتاب : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب المؤلف : الگنجي الشافعي‌، محمد بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست