responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة المؤلف : المحدث الإربلي    الجزء : 2  صفحة : 991

و روي عن الحافظ محمّد بن النجّار أنّه قال: هذا حديث من طوالات المشاهير الذي ذكره الحفّاظ في كتبهم و لم يخرج في الصحيح (آخر البيان في حديث صاحب الزمان).

[ذكر قصتين من أمر المهدي ع‌]

قال الفقير إلى اللّه تعالى علي بن عيسى أثابه اللّه تعالى برحمته: هذه الأبحاث لا تثبت لنا حجّة و لا تقطع الخصم و لا تضرّه، لما يرد عليها من الإيرادات، و تطويله في إثبات بقاء المسيح (عليه السلام) و إبليس و الدجّال فهي مثل الضروريّات عند المسلمين فلا حاجة إلى التكلّف لتقريرها، و الجواب المختصر ما ذكرته آنفا و هو أنّ النقل قد ورد به من طرق المؤالف و المخالف و العقل لا يحيله فوجب القطع به.

فأمّا قوله: إنّ المهدي (عليه السلام) في سرداب و كيف يمكن بقاؤه من غير أن أحد يقوم بطعامه و شرابه؟ فهذا قول عجيب و تصوّر غريب، فإنّ الذين أنكروا وجوده (عليه السلام) لا يوردون هذا و الذين يقولون بوجوده لا يقولون أنّه في سرداب بل يقولون إنّه حي موجود يحل و يرتحل، و يطوف في الأرض ببيوت و خيم و خدم و حشم و ايل و خيل و غير ذلك، و ينقلون قصصا في ذلك و أحاديث يطول شرحها، و أنا أذكر من ذلك قصّتين قرب عهدهما من زماني و حدّثني بهما جماعة من ثقات إخواني:

كان في البلاد الحلّة شخص يقال له إسماعيل بن الحسن الهرقلي من قرية يقال لها هرقل، مات في زماني و ما رأيته، حكى لي ولده شمس الدين قال: حكى لي والدي أنّه خرج فيه- و هو شباب- على فخذه الأيسر توثة (1) مقدار قبضة الإنسان، و كانت في كلّ ربيع تشقّق و يخرج منها دم و قيح، و يقطعه المها عن كثير من أشغاله، و كان مقيما بهرقل، فحضر الحلّة يوما و دخل إلى مجلس السعيد رضي الدين علي بن طاوس رحمه اللّه و شكا إليه ما يجده منها و قال: أريد أن أداويها، فأحضر له أطبّاء الحلّة و أراهم الموضع، فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الأكحل و علاجها خطر و متى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت.

فقال له السعيد رضي الدين قدّس روحه: أنا متوجّه إلى بغداد و ربّما كان أطبّائها أعرف و أحذق من هؤلاء فأصحبني فأصعد معه و أحضر الأطبّاء فقالوا كما قال أولئك فضاق صدره، فقال له السعيد: إنّ الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب‌


(1) التوثة: بثرة متقرحة.

اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة المؤلف : المحدث الإربلي    الجزء : 2  صفحة : 991
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست