responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 232

سنّة الزواج في العالم الحديث :

لا ريب أنّ الذي يدعو الإنسان ويبعثه نحو الاستنان بالسنن الاجتماعية ، أو وضع القوانين الجارية في المجتمع البشري ، تنبِّهه لحوائج الحياة وتوسّله بوضعها ، والعمل بها إلى رفعها .

وكلّما كانت الحاجة أبسط ، وإلى الطبيعة الساذجة أقرب ، كان التوسّل إلى رفعها أوجب والإهمال في دفعها أدهى وأضرّ ، فما الحاجة إلى أصل التغذّي والحياة تدور معه ، كالحاجة إلى التنعم بألوان الطعام وأنواع الفواكه وهكذا ؟!

ومن الحوائج الأولية الإنسانية حاجة كل من صنفيه ـ الذكور والإناث ـ إلى الآخرين بالنكاح والمباشرة ، ولا ريب أنّ المطلوب بالنظر إلى الصنع والإيجاد بذلك بقاء النسل ، وقد جُهِّز الإنسان بغريزة شهوة النكاح للتوسُّل به إلى ذلك .

ولذلك تجد المجتمعات الإنسانية ، التي نُشاهدها أو نسمع بأخبارها مستنّة بسنّة الازدواج وتكوين البيت ، وعلى ذلك كانت منذ أقدم عهودها ، فلم يُضمن بقاء النسل إلاّ الازدواج .

ولا يدفع هذا الذي ذكرنا أنّ المدنيّة الحديثة وضعت سنّة الازدواج ، على أصل الاشتراك في الحياة ، دون أصل التناسل أو إرضاء الغريزة . فإنّ هذا البناء ـ على كونه بناء مُحدَثاً غير طبيعي ـ لم يبعث حتى الآن شيئاً من المجتمعات المستنّة بها على شيوع هذه الشركة الحيوية بين الرجال أنفسهم ، أو النساء أنفسهنّ ، وليس إلاّ لمباينته ما تبعث إليه الطبيعة الإنسانية .

وبالجملة ؛ الازدواج سنّة طبيعيّة ، لم تزل ولا تزال دائرة في المجتمعات

اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست