اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 70
فقال أبو بكر: فلعلّ أن تكوني صادقة ولكن أحضري شاهدا لا يجرّ إلى نفسه، فقالت فاطمة (عليها السلام): ألم تسمعا من أبي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: «أسماء بنت عميس و أمّ أيمن من أهل الجنّة» فقالا: بلى، فقالت: امرأتان من الجنّة تشهدان بباطل؟!!
فانصرفت صارخة تنادي أباها و تقول: قد أخبرني أبي أنّي أوّل من يلحق به، فو اللّه لأشكونّهما، فلم تلبث أن مرضت فأوصت عليا أن لا يصلّيا عليها، و هجرتهما فلم تكلّمهما حتّى ماتت، فدفنها علي (عليه السلام) و العباس ليلا [1].
إثبات الهداة: و ذكر في كتاب (الطرائف) في معرفة مذاهب الطوائف، عن مصنّف كتاب أساس الجواهر: و فيه: و روي من كتبهم و صحاحهم عدّة أخبار في أنّ فاطمة (عليها السلام) طلبت من أبي بكر فدكا و العوالي، و أقامت البيّنة، فمنعها منها، و أنّها طلبت منه ميراثها فمنعها منه، و غضبت عليه و أوصت أن لا يصلّي عليها [2].
و في صحيح البخاري، و مسلم، و مسند أحمد، و غيرهم: عن أمّ المؤمنين عائشة قالت: إنّ فاطمة (عليها السلام) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في ما أفاء اللّه على رسوله، تطلب صدقة النبي التي بالمدينة، و فدك، و ما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: لا نورّث ما تركناه صدقة، إنّما يأكل آل محمّد من هذا المال، و إنّي و اللّه لا أغيّر شيئا من صدقة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و لأعملنّ فيها بما عمل به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت، و عاشت بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ستّة