اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 613
و ما نزل بها من الأذى و القهر و ما أوصت به عند وفاتها لأخذ منه العجب كلّ مأخذ!! و تساءل عن سببه و دواعيه.
و إذا أغضينا عمّا حدث بينها و بين الشيخين، لكانت وصيّتها بذلك شاهدا كافيا على ما ذكرناه، بل إنّ ذلك وحده يبعث على التساؤل و الاستغراب و التعجّب!! ممّا يدلّ على وجود أمور رهيبة! و رزايا عجيبة!!
قال العلّامة المجلسي: لا أظنّك ترتاب بعد ما أسلفنا من الروايات المنقولة من طريق المخالف و المؤالف في أنّ فاطمة (صلوات اللّه عليها) كانت ساخطة عليهم، غير مذعنة بإمامتهم و لا مطيعة لهم، و أنّها قد استمرّت على تلك الحالة حتّى سبقت إلى كرامة اللّه و رضوانه.
و من الغرائب أنّ المخالفين لمّا اضطرّوا و انسدّت دونهم الأبواب لجأوا إلى منع دوام سخطها (عليها السلام) على أبي بكر، مع روايتهم تلك الأخبار في كتبهم المعتبرة [1].
و قال الحافظ فتح الدين الحنفي:- بعد ذكر إيمان الخلفاء الثلاثة- قد أثبتنا أنّ العمل شريك الإيمان، و الإيمان و العمل أخوان شريكان في قرن، لا يقبل اللّه أحدهما إلّا بصاحبه، فبنقصان العمل نقصان الإيمان، و قد ثبت أنّ مودّة أقرباء النبي (صلّى اللّه عليه و آله) واجب، و بإغضابهم إغضاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، و بإغضاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) إغضاب اللّه تعالى، و هو مستلزم لحبط الأعمال و الإيمان.
و ليس بمستتر أنّ الخلفاء الثلاثة أغضبوا عترة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في فدك ... [2].
و قال حول مشروعية هجرانها (عليها السلام) و غضبها عليهما:
أمّا هجران فاطمة لأبي بكر فكان مشروعا، كما قال الحافظ في الفتح تحت