اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 614
قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال».
قال ابن حجر: أجمعوا أنّه لا يجوز الهجران فوق ثلاث، إلّا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه، أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرّة، فإن كان كذلك جاز، (و ربّ هجر جميل خير من مخالطة) مؤذية ... [1].
و لا يخفى أنّ غضب فاطمة مقرون بغضب النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، و غضبه مقرون بغضب اللّه تعالى، كما جاء في الصحيحين: «فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني» و في رواية: «يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها» [2].
و كذا في الخصائص للنسائي، و في مسلم، و روى الترمذي عن زيد بن أرقم (مرفوعا) قوله (صلّى اللّه عليه و آله) لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين: «أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم» [3].
عاقبة غضب الزهراء (عليها السلام)
ليس من السهل أن يسجّل التأريخ غضب سيّدة النساء على أولئك القوم! كيف و قد قرن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) غضبها بغضب الجبّار.
[2] روى ابن الصبّاغ المالكي في: (الفصول المهمّة) عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله): «من آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى اللّه» و قد تقدّمت مصادر الحديث.