اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 612
العالمين، إذ كان غضبها عين غضب رسول اللّه، قال تعالى: الَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ[1].
تجسيدها (عليها السلام) لاستمرار غضبها؟
و قد جسّدت مولاتنا (سلام اللّه عليها) غضبها، لئلّا يشكّ فيه أحد، و ذلك حينما أوصت بأن لا يصلّي عليها أولئك الذين ظلموها، و آذوها، بل و لا أن يحضروا جنازتها، و لا دفنها.
كلّ ذلك يكشف عن دوام سخطها، و استمرار غضبها على ظالميها، و غاصبي حقوقها.
و لو صحّ دعوى المدّعين للرضا، لما أوصت بما أوصت، و لشهد الخليفة تشييعها، بل و الصلاة عليها، و القيام عند قبرها، ليستزيدوا من الأجر و الثواب ...
فهي ابنة سيّد النبيين، و خاتم المرسلين و أفضل الأوّلين و الآخرين، و هي سيّدة نساء العالمين، و أمّ سيّدي شباب أهل الجنّة، و زوجة أخي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أفضل الأمّة من بعده.
و لو أنّ جارية مملوكة ماتت، فإنّ الإسلام يندب إلى اجتماع المسلمين لحضور دفنها و الصلاة عليها و تشييعها ... و قد ماتت ابنة سيّد الكائنات و لم يحضر جنازتها أحد؟! و لا صلّى عليها أحد؟! و لا شيّعها أحد؟! و لا حضر قبرها أحد؟! بل و لم يعرف أحد أين دفنت! و متى دفنت! و كيف دفنت؟!!
ألا يدلّ ذلك على غضبها، و سخطها على قوم أبيها، الذين جرّعوها الغيض و الألم و الحسرة و الحرقة و الظلم ....
و لو أنّ إنسانا من غير ملّة الإسلام، اطّلع على حياتها، و نسبها، و ظلامتها!!