اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 489
المصادر في ذلك:
ففي مصباح الأنوار: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) بنت محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) على أبي بكر، فسألته فدكا، فقال: النبي لا يورث، فقالت: قد قال اللّه تعالى:
وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ فلمّا حاجّته أمر أن يكتب لها، و شهد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) و أمّ أيمن.
قال: فخرجت فاطمة (عليها السلام) فاستقبلها عمر، فقال من أين جئت يا بنت رسول اللّه؟ قالت: من عند أبي بكر من شأن فدك، قد كتب لي بها، قال عمر: هاتي الكتاب، فأعطته، فبصق فيه و محاه [1]!!
و في سيرة الحلبي: أنّ فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) جاءت إلى أبي بكر و هو على المنبر، فقالت: يا أبا بكر أفي كتاب اللّه ترثك بناتك و لا أرث أبي، فاستعبر أبو بكر باكيا، ثمّ نزل فكتب لها بفدك، و دخل عليه عمر، فقال: ما هذا! فقال: كتاب كتبته لفاطمة ميراثها من أبيها، قال: فماذا تنفق على المسلمين و قد حاربتك العرب كما ترى؟ ثمّ أخذ الكتاب فشقّه [2].
كلّ هذه تناقض ما زعمه أبو بكر من حديث (لا نورث) بل يشهد بكذبه و افترائه، فكيف يجتمع هذا مع قوله إنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لا يورث؟!!
متمّ العشرين: تناقض حكم أبي بكر بين النحلة و الإرث:
و من العجيب أنّا نرى أبا بكر قد ناقض حكمه في الإرث بما حكم به في النحلة! فهو هنا يحتجّ على دعواه بما سمعه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)- حسب زعمه- أنّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: لا نورث! فحكم بعلمه بما ادّعى تفرّده به.