responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 468

فرققت لعثمان، و علمت أنّه أراد بذلك رضاي، و أنّه أقرب منهما رحما، و أكفّ عنّا منهما، و إن كان لا عذر له و لا حجّة بتأمّره علينا و ادّعائه حقّنا [1].

و هكذا يديل اللّه لعباده الصالحين، و لو بعد حين، فكما أنّ فاطمة (عليها السلام) لمّا غصب حقّها، فرجعت (عليها السلام) باكية حزينة مهظومة مظلومة تتمنّى الموت ساعة بعد ساعة، كذلك جاء ذلك اليوم الذي انتقم اللّه فيه من عائشة يوم طردها عثمان فخرجت باكية ذليلة، جزاء لما تظاهرت على سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام): إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ.

* و في خبر آخر: جاءت عائشة و حفصة، فدخلا على عثمان أيّام خلافته، و طلبا منه أن يقسّم لهما إرثهما من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

و كان عثمان متّكئا فاستوى جالسا، و قال لعائشة: أنت و هذه الجالسة جئتما بأعرابي يتطهّر ببوله، و شهدتما أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، فإذا كان الرسول حقيقة لا يورث فماذا تطلبان بعد هذا!! و إذا كان الرسول يورث فلماذا منعتم فاطمة حقّها؟!!

فخرجت من عنده غاضبة، و قالت: اقتلوا نعثلا فقد كفر [2].

و لعمري، إن كان عثمان قد كفر- بزعم عائشة- بمنعه إرثها من الرسول فلقد


[1] كتاب سليم بن قيس الهلالي: 146، بحار الأنوار: 30/ 317، و الإربلي في (كشف الغمّة): مع فرق:

أنّ عائشة و حفصة أتتا عثمان، حين نقّص أمّهات المؤمنين ما كان يعطيهنّ عمر، فسألتاه أن يعطيهما ما فرض لهما عمر ... إلى أن قال عثمان: ستعلم فاطمة (عليها السلام) أنّي ابن عمّ لها اليوم ....

[2] الإيضاح لابن شاذان: 259، المسترشد لابن جرير: 508 قولها: (اقتلوا نعثلا فقد كفر) رواه الطبري في: تاريخه: 3/ 477، و ابن قتيبة في: الإمامة و السياسة: 1/ 72، و ابن منظور في: لسان العرب: 11/ 670، و الزبيدي في: تاج العروس: 8/ 141، و فخر الدين الرازي في المحصول في علم الأصول: 4/ 343، و ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: 5/ 79.

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست