* روى سليم بن قيس الكوفي الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبر طويل جاء فيه:
بينما أنا قاعد عنده- أي عند عثمان- في بيته، إذ أتته عائشة و حفصة، تطلبان ميراثهما من ضياع و أموال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) التي في يديه.
فقال: لا و اللّه و لا كرامة، لكن أجيز شهادتكما على أنفسكما، فإنّكما شهدتما عند أبويكما أنّكما سمعتما من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: انّ النبيّ لا يورث ما ترك فهو صدقة، لقّنتما أعرابيا جلفا يبول على عقبيه، يتطهّر ببوله، مالك بن الحارث بن الحدثان، فشهد معكما، لا من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و لا من الأنصار أحد شهد بذلك غير أعرابي!
أما و اللّه ما أشكّ في أنّه قد كذب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و كذبتما عليه معه.
فانصرفا من عنده تبكيان و تشتمانه!
فقال عثمان: ارجعا، أليس قد شهدتما بذلك عند أبي بكر؟
قالتا: نعم.
قال: فإن شهدتما بحقّ فلا حقّ لكما! و إن شهدتما بباطل فعليكما و على من أجاز شهادتكما على أهل هذا البيت لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين!!
قال- أمير المؤمنين (عليه السلام)-: ثمّ نظر إليّ فتبسّم و قال: يا أبا الحسن شفيتك منهما.
قلت: نعم و اللّه و أبلغت و قلت حقّا، فلا يرغم اللّه إلّا بأنفيهما.