اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 437
نَبِيًّا[1] و لم يكن لعيسى (عليه السلام) أب حتّى يرث منه النبوّة!!
و كيف تورث النبوّة و قد جعلها اللّه خاضعة لشرائط خاصّة معيّنة؟
و كيف يورث العلم و هو موقوف على السعي و الاجتهاد و التعلّم؟ و لم نعهد أحدا من أوّل الخليفة إلى يومنا هذا، صار عالما، بدون تعلّم من أحد، سوى الأنبياء الذين تلقّوا العلم من طريق الوحي و الرسالة و النبوّة.
أضف إلى كلّ ذلك، فإنّ في قوله تعالى: آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا و وَ كُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَ عِلْماً[2] دليل على كون النبوّة جعلا من اللّه تعالى، و ليس من الإرث.
7- و ممّا يدلّ على إرادة المال من الإرث في القرآن، قوله تعالى في خصوص هذه الآية: وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ حيث أنّها احتفت بقرائن من القرآن تفيد القطع بأنّ سليمان إنّما ورث من داود المال، لا العلم و لا النبوّة، و ذلك في قوله تعالى: وَ كُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَ عِلْماً حيث صرّح اللّه تعالى بأنّه آتى داود الحكم و العلم، و آتى سليمان- في حياة أبيه داود- الحكم و العلم، و الحكم هو النبوّة، بدليل قوله تعالى في يحيى (عليه السلام): وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا[3]، و بذلك فسّره ابن الجزري و غيره.
و إذا كان اللّه قد آتى سليمان النبوّة و العلم في حياة أبيه داود، لم يبق في تركة داود إلّا المال و الجياد و الملك، دون النبوّة و العلم، لكون سليمان حكيما عالما قبل ذلك.
8- و لو صحّ ما زعمه أبو بكر من أنّه سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: إنّا معاشر