responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 436

4- إنّ زكريا (عليه السلام) قال في دعائه: وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا أي: اجعل الذي يرثني رضيّا عندك، مطيعا لك، ترضى قوله و فعله، و متى حملنا الإرث على النبوّة كان دعاؤه لغوا و عبثا، لأنّ اللّه تعالى لا يعطي النبوّة لغير من يرضاه و يصطفيه، ألا ترى أنّه لو قال إنسان: اللهمّ ابعث لنا نبيّا مطيعا لك، مرضيا عندك، لم يكن دعاؤه صحيحا، لأنّه إذا صار نبيا فقد صار مطيعا مرضيا.

5- إنّ زكريا (عليه السلام) قال في دعائه: وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي‌ فلو كان المراد من الإرث النبوّة و العلم، لما جاز أن يخاف عليهما من الموالي لأنّ النبوّة لا يخاف عليها، بخلاف الأموال، فإنّها يمكن أن يخاف من وقوعها بيد الفسقة، فخاف من الموالي أن يتصرّفوا فيه بما لا يرضي اللّه تعالى، لما علم منهم الفساد، و كيف يخاف من وراثة النبوّة و قد قال تعالى: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‌؟! فإنّ الظالم و الفاسق لا يرث النبوّة، فيتعيّن أن يكون الخوف من وراثة المال، لا النبوّة و العلم‌ [1].

6- إنّ النبوّة لا تورث، و إلّا لكان جميع الناس أنبياء، لأنّهم أبناء آدم (عليه السلام)، و كان آدم (عليه السلام) نبيا، و كان ليعقوب (عليه السلام) إثنا عشر ولدا، لم يكن منهم نبيا إلّا يوسف (عليه السلام)، و لو كانت النبوّة تورث لكان جميع أولاد يعقوب أنبياء، حكماء، علماء.

و كيف تورث النبوّة، و قد قال تعالى في عيسى (عليه السلام): آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي‌


[1] قال النووي، عن الحسن البصري: يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ‌ المراد وراثة المال، و لو أراد وراثة النبوّة لم يقل: وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي‌ إذ لا يخاف الموالي على النبوّة، شرح مسلم:

12/ 81.

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 436
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست