responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 433

و أنّ الإرث المذكور فيها هو إرث المال، و لعمري إنّها (عليها السلام) أعلم بمفاد القرآن و تفسيره و تأويله و ظاهره و باطنه، ممّن جاؤوا متأخّرين عن تنزيله، و صرفوا الأحكام إلى ما تشتهيه أهواءهم.

كيف! و الزهراء أحد الثقلين اللذين خلّفهما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في أمّته، و هي أمّ العترة المطهّرة، و هي ربيبة الوحي و العصمة، و وليدة العلم و الحكمة.

و قد أمرها علي (عليه السلام) أن تحتجّ بتلك الآية، و بقوله تعالى: وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ على أبي بكر، على إرادة وراثة المال، فهل كان أبو بكر أعلم بالقرآن من علي (عليه السلام) الذي قال فيه الحرّاني: (قد علم الأوّلون و الآخرون أنّ فهم كتاب اللّه منحصر إلى علم علي بن أبي طالب) [1].

و قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حينما نزل عليه: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ: «سألت اللّه أن يجعلها أذن علي بن أبي طالب» أفترى عليا (عليه السلام) الذي وعى ما في القرآن، لم يع معنى (الارث) في الآيات؟!!

2- إنّ لفظ (الميراث) في اللغة و الشرع لا يطلق إلّا على ما ينتقل من الموروث إلى الوارث كالأموال و العقار، و لا يستعمل في غير المال إلّا على طريق المجاز المحتاج إلى القرينة، فلو أراد اللّه تعالى من (الإرث) في الآيات: وراثة العلم و النبوّة لوضع على ذلك قرينة، و حيث لا قرينة فيحمل اللفظ على معناه الحقيقي.

ألا ترى أنّه إذا قال إنسان: ورثت أبي، لا يفهم منه إلّا المال، على أنّ الإرث هو الانتقال من إنسان لآخر، و هذا يتصوّر في الأموال، دون العلم و النبوّة، إذ النبوّة لا تنتقل من نبي إلى آخر بل هي موهبة إلهية، و جعل خاصّ.

3- يجب حمل الإرث في الآيات على إرث المال، دون النبوّة و شبهها، حملا


[1] فيض القدير: 3/ 61.

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 433
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست