اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 398
(نساء) مطلق يشمل كلّ رجل و امرأة صغيرا أو كبيرا، نبيا كان أم لا.
و قوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[1] فلفظ (أولادكم) يشمل كلّ إنسان، حتّى أولاد الأنبياء.
و قوله تعالى: وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ[2] يشمل كلّ إنسان يترك ذرّية ضعيفة، حتّى لو كان نبيّا.
و قوله تعالى- في ختام آيات الإرث- وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ لا يشذّ عنها أحد قطّ، حتّى الأنبياء، لأنّهم مكلّفون بالطاعة، و ترك المعصية.
و أمّا سياقا: فلأنّ جميع آيات فرائض الإرث، التي قسّمت حقوق الورثة، جاءت في سورة النساء، و سورة النساء ابتدأت بقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ.
و لم تكن هذه الصيغة من الخطاب الإلهي، خالية من الحكمة، فإنّ فيها إشارة، بل تصريحا: بأنّ جميع فرائض الإرث و أحكامه، التي سنّها اللّه تعالى في هذه السورة، تشمل جميع البشر إلى يوم الدين، و إنّ جميع بني آدم فيها سواء، غنيا كان أم فقيرا، ملكا كان أم رعية، نبيّا كان أم غير نبي.
فإنّ كلمة (الناس) تشمل الأنبياء أيضا، لقوله تعالى: قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً[3]، فسياق آيات الإرث كلّها واحد، و هو: يا أَيُّهَا النَّاسُ.
و هذا الخطاب شامل للأنبياء أيضا، لأنّهم من جنس الناس، لا من جنس آخر، و معنى هذا دخولهم في آيات المواريث بحكم كونهم من الناس، فإذا مات نبي من الأنبياء، كان للرجال و النساء من ورثته نصيب من تركته، كما لو مات أي