اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 387
استطاعت أن تستردّ فدك، فلم يكن غرضها إلّا ذلك، لا تراث أبيها و لا تركته، إنّما كان كلّ همّها هو تراث بعلها، لتقام أحكام اللّه، و يصان دينه من التبدّل، و التلاعب، و التغيّر، و إليك نصوص ذلك:
1- الاختصاص: عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: لمّا قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و جلس أبو بكر مجلسه، بعث إلى وكيل فاطمة (عليها السلام) فأخرجه من فدك.
فأتته فاطمة (عليها السلام) فقالت: يا أبا بكر! ادّعيت أنّك خليفة أبي و جلست مجلسه، و أنت بعثت إلى وكيلي فأخرجته من فدك، و قد تعلم أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) تصدّق [1] بها عليّ، و أنّ لي بذلك شهودا!
فقال: إنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لا يورث.
فرجعت إلى علي (عليه السلام) فأخبرته، فقال: ارجعي إليه و قولي له: زعمت أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لا يورث وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ و ورث يحيى زكريا، و كيف لا أرث أبي؟
فقال عمر: أنت معلّمة؟
قالت: و إن كنت معلّمة، فإنّما علّمني ابن عمّي و بعلي.
فقال أبو بكر: فإنّ عائشة تشهد و عمر أنّهما سمعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: النبي لا يورث.
[1] ليس معنى الصدقة هنا هو الوقف، و ليس معناه النحلة و إلّا لما ناسب الكلام اللاحق كلّه، فلابدّ أن يكون معناه التخصيص أو الوعد بالإهداء و الهبة و لم يتحقّق، فانتقل الكلام إلى الإرث!