اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 312
ذكر اللّه تعالى شهادة نبيّه عيسى (عليه السلام) ببراءة أمّه و هو رضيع: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا* وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا* وَ بَرًّا بِوالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا[1].
فبرّأ اللّه تعالى ساحة مريم (سلام اللّه عليها)، بشهادة ولدها عيسى (عليه السلام) ببراءة أمّه، و هو رضيع ليس له أكثر من يوم، و إنّما قبل شهادته لاحتفائها بالقرائن المفيدة للعلم بصحّتها و صدقها، و هي قرائن العصمة إذ نطق بنبوّته في صغره.
[2] و قال تعالى في قصّة زليخا: وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَ هُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ ...[2].
فعن ابن عباس، و سعيد بن جبير: إنّه صبيّ في المهد، قيل: هو ابن أخت زليخا، و هو ابن ثلاثة أشهر، فجعل اللّه تعالى شهادة الصبي دليلا على براءة نبيّه يوسف (عليه السلام)، و صدق دعواه في قوله: قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي[3].
فقبول شهادة الطفل الصغير على عصمة يوسف، و شهادة عيسى بن مريم (عليه السلام) على عصمة أمّه مريم- و هما في المهد- ثابتتان بالقرآن الكريم.
و أيّ معصوم أفضل من العترة الطاهرة (صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين)، و قد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) «الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و أبوهما خير منهما» [4] و هذه شهادة بعصمتهما بعد شهادة القرآن الكريم في آية
[4] سنن ابن ماجة: 1/ 44 عن ابن عمر، مستدرك الصحيحين: 3/ 167، و قال: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة، مجمع الزوائد: 9/ 183، المعجم الكبير: 3/ 39، و 19/ 292، الجامع الصغير لجلال-
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 312