responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 236

فإذا كان اللّه (عزّ و جلّ) يراقب نبيّه في قيامه و ركوعه و سجوده، و جميع تقلّباته- و هي أمور شخصية- فما ظنّك بأمر خطير تصرّف فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) تصرّفا، صارت عاقبته أن اختلفت فيه الأمّة اختلافا شديدا، أدّى إلى لعن بعضهم بعضا، و غضب بعضهم على الآخر، و صار سببا للطعن و التكفير، حتّى زلّت فيه أقدام قوم، و ضلّت فيه نفوس قوم آخرين، و ظلمت لأجله ابنته و حبيبته!؟

فلا مناص من القول: بأنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كان مأمورا من اللّه تعالى في كلّ ذلك، و لم يكن ما صنعه تصرّفا شخصيا من تلقاء نفسه.

و يشهد لذلك أمران:

الأوّل قوله تعالى: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‌ حَقَّهُ‌ [1]. و قد تقدّم أنّها نزلت تأمره أن يعطي لفاطمة فدكا و العوالي.

و الثاني: أنّه (صلّى اللّه عليه و آله) صرّح بذلك، حينما أعطى ابنته فدكا قائلا: «و اللّه ما أنا أمرت لها بفدك ولكن اللّه أمر لها بها» و «إنّ اللّه أعطاك فدكا» ....

فالنبي (صلّى اللّه عليه و آله) خرج من عهدة كون ذلك الفعل اجتهادا منه، و إنّما كان أمرا من اللّه عزّ و جلّ، كبقية الأوامر الأخرى التي شرّعها اللّه تعالى.

فإذا ثبت أنّ فدكا قد خطّطت لمستقبلها السماء، فلابدّ أن يكون وراء هذا التخطيط حكمة عظيمة، و مصلحة كبيرة، يعود نفعها لصالح الإسلام و المسلمين، و خلود الدين، و بقاء شريعة ربّ العالمين.

إنّ مسألة فدك، و إعطائها للصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)، لم تكن أمرا مادّيا يقصد منه أن تعيش ذرّية الرسول الأكرم برفاه و سعادة، أو ليكونوا من ذوي‌


[1] الإسراء: 26.

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست