اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 235
لماذا أنحلها فدكا؟!
بعد أن عرفنا أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) أنحل ابنته فاطمة (عليها السلام) فدكا، و كانت تدرّ واردا ضخما، و دخلا كبيرا، فلنتساءل حينئذ و نقول:
لماذا أعطى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فدكا لابنته فاطمة (عليها السلام) دون غيرها؟! و فدك هي: تلك الثروة الكبيرة، و الرصيد المالي العظيم، الذي كان يؤمّن ميزانية دولة كبيرة؟
أما كان يوجد في المدينة فقراء و مساكين هم أحوج إليها من فاطمة (عليها السلام)؟!
ألم يكن بوسع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) أن يؤمّمها لحروبه و مغازيه؟!
ألم يكن بإمكانه أن يدّخرها لأزواجه، و عياله، أو لبني هاشم و قرابته؟!
فما هو السبب الذي دفعه (صلّى اللّه عليه و آله) لأن يفرد ابنته بفدك، و لم يشرك معها أحدا لا من قريب و لا من بعيد؟!! حتّى بعلها أمير المؤمنين (عليه السلام)!
و للإجابة على هذا السؤال المهمّ نقول:
لا ريب أنّ الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله) هو ذلك الإنسان الأكمل و الأفضل، الذي اختاره اللّه و اصطفاه بين خلقه، و جعله سيّد من خلق، و أفضل من برأ، سدّده بروح منه، و أيّده بلطفه و قدسه، حتّى قال تعالى فيه: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى[1].
و بلغت عناية اللّه تبارك و تعالى برسوله الكريم، و مراقبته و تسديده، إلى حدّ قال تعالى: الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ* وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ[2].