اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 152
و بهذا نفى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يكون هذا التصرّف من تلقاء نفسه، فنسبه إلى اللّه تعالى، ممّا يدلّ على جلالة شأن الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) و عظم قدرها.
قبولها (عليها السلام) النحلة:
و قد ورد التصريح، في عدّة من الأخبار، بقبول الزهراء (عليها السلام) لنحلة أبيها (صلّى اللّه عليه و آله)، و على ذلك شواهد قولية، و عملية:
1- فقد أورد الكليني في الكافي، و الشيخ المفيد في المقنعة، و الطوسي في التهذيب، و المجلسي في البحار، و غيرهم، أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لمّا وهبها فدكا قال لها:
«يا فاطمة إنّ اللّه سبحانه أمرني أن أدفع إليك فدكا».
فقالت (عليها السلام): «قد قبلت يا رسول اللّه من اللّه و منك» [1].
2- و ممّا يدلّ على ذلك: تصرّفها في فدك، حياة أبيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و كان لها وكلاء عليها قالوا:
«فلم يزل وكلاؤها فيها، حياة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فلمّا ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاءها ...» [2].
النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يملي، و عليّ (عليه السلام) يكتب وثيقة النحلة:
و لم يكتف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بإعطاء فدك لحبيبته الزهراء (عليها السلام) حتّى كتب على ذلك كتابا بخطّ عليّ بن أبي طالب، ليكون سندا و وثيقة بيد فاطمة (عليها السلام) إذا احتاجت