اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 150
الخدري، و نزول قوله تعالى: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ في فاطمة (عليها السلام) قال:
و هذا الحديث مشكل، لو صحّ اسناده، لأنّ الآية مكّية، و فدك إنّما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة، فكيف يلتئم هذا مع هذا، فهو من وضع الرافضة [1].
و هذا كلام باطل من وجوه:
الأوّل: قوله: (الآية مكّية) ليس بصحيح، لورود النصوص المستفيضة من الفريقين على نزولها في المدينة سنة سبع، في شأن فدك- كما عرفت-.
بل إنّ ابن كثير نفسه روى ذلك بسند متّصل مرفوع، فكيف يزعم أنّه مشكل؟!
و لا أدري هل إنّ إشكاله كان من هذه الجهة؟ أم من جهة أنّ كلّ ما لا يروق لهم و لا يتّفق مع هواهم يصير مشكلا، و لو رواه الثقات العدول؟!
الثاني: إنّ ورود الآية في السورة المكّية- و هي سورة الإسراء- لا ينافي كون الآية مدنية، لأنّ ترتيب الآيات لم يكن حسب ترتيب النزول، فهناك آيات مدنيّة ألحقت بالسّور المكّية، و كذا العكس.
بل إنّ أكثر السور المكيّة اشتملت على آيات مدنيّة [2].
فقد روى ابن كثير نفسه في تفسيره، عن عطاء، قال: نزلت سورة النحل كلّها بمكّة، و هي مكّية، إلّا ثلاث آيات من آخرها [3].
و كذلك سورة الإسراء، فقد نصّ جملة من المفسّرين على أنّها اشتملت على آيات مدنية، ففي تفسير الجلالين: