وبذلك استطاعت المرجعية الشيعية قيادة الأمة وتوحيدها في عصر الغيبة الطويل، حيث لا إمام ناطق تجب طاعته، ولا يتمتع المرجع ـ واحداً كان أو أكثر ـ بقوة مادية قاهرة ترغم على متابعته.
نعم لاريب في أن للتسديد الإلهي أعظم العون على ذلك، مشفوعاً برعاية إمام العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، الذي يكون الانتفاع به في غيبته كالانتفاع بالشمس إذا جلّلها السحاب.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدد المرجعيات ويمدها ـ ببركة إمام العصر (صلوات الله عليه) ـ بالتوفيق للثبات على السير في الطريق المستقيم، ويوفق المؤمنين للتجاوب معها والتلاحم، من أجل أداء الوظيفة، والخروج عن التكليف الشرعي. إنه المسدد للحسنات، والعاصم عن السيئات، والناصر للمؤمنين. وهو حسبنا ونعم الوكيل.
تأكيد الأئمة (عليهم السلام) على حقهم في الخمس
الثامن: أنه بعد أن تركز التشيع لأهل البيت (صلوات الله عليهم) كعقيدة راسخة تحملها جماعة لها كيانها الخاص بها بدأ الأئمة من ذرية الحسين (عليه السلام) بتذكير شيعتهم بحقهم في الخمس، ذلك الحق الذي كاد ينسى نتيجة مواقف الأولين من أهل البيت (عليهم السلام) وخطواتهم المتلاحقة من أجل تغييبهم (عليهم السلام) عن ذاكرة المسلمين.
وبعد أن ذكّروا (صلوات الله عليهم) شيعتهم بهذا الحق بدأوا بمطالبتهم