الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونه، وهذه الجسوم المضرجة. وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام. وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهور، وأمره إلا علّواً".
ولما سألها الإمام زين العابدين (عليه السلام) عما تعرفه من هذا العهد المعهود حدثته بحديث أم أيمن الطويل، وفيه يقول جبرئيل (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "ثم يبعث الله قوماً من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون أجسامهم، ويقيمون رسماً لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علماً لأهل الحق وسبباً للمؤمنين إلى الفوز... وسيجدّ أناس حقّت عليهم من الله اللعنة والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا أثره، فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلاً" [1] .
وعلى كل حال فقد استمر شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على ذلك حتى صار في فترة قصيرة شعاراً لهم معروفاً عنهم يمتازون به عن غيرهم.
تجديد الذكرى بمرور السنة
ثانيهما: تجديد الذكرى بتعاقب السنين، بحيث يكون وقت الفاجعة من السنة موسماً سنوياً يتجدد فيه الأسى والحسرة ومظاهر الحزن ونحو ذلك مما يناسب الذكرى الأليمة.
فقد ورد عنهم (عليهم السلام) التأكيد على اتخاذ يوم عاشوراء يوم مصيبة وحزن وبكاء، مع التعطيل فيه، وعدم السعي لما يتعلق بأمر الدني.