responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 463

لا مجال لاستمرار الإمام (عليه السلام) في الحرب حتى النفس الأخير

ومن جميع ما ذكرنا ظهر أنه لا مجال لقول من يقول: كان على الإمام الحسن (صلوات الله عليه) الاستمرار في الحرب، لا من أجل الانتصار العسكري، لما سبق من تعذره، بل كان عليه أن يستمر في الحرب حتى النفس الأخير وإن ضحى بنفسه وأهل بيته، كما فعل الإمام الحسين (صلوات الله عليه) .

إذ نقول في جواب ذلك: إن تضحية الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن لمجرد الإباء والامتناع عن الخضوع للظالم ترفعاً وإنكاراً للمنكر، ليشترك الإمام الحسن (عليه السلام) معه في ذلك، وإنما كان من أجل صلاح الدين على الأمد البعيد. ولا يتحقق ذلك في حق الإمام الحسن (عليه السلام) . لاختلاف ظروفه (عليه السلام) عن ظروف نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) ..

أولاً: لأن معاوية قد استولى على الخلافة بعد حرب طاحنة، بررها بالطلب بدم عثمان، ثم استتبعت التحكيم الذي أضفى على خلافته شرعية صورية.

كما أن استمراره في الصراع بقوة عسكرية آخذة بالتزايد جعلت منه واقعاً مفروضاً لا يقهر، ويجب التعامل معه بحكمة بنظر جمهور الناس، وكثير من خاصتهم.

وليس هو كيزيد الذي استولى على الخلافة بولاية العهد على غرار القيصرية أو الكسروية مما لم يعهده المسلمون بعد، بل أنكروه أشدّ الإنكار. وهو بعد لم يفرض على الأرض بقوة كقوة معاوية.

واحتمال التغلب عليه بسبب نقمة الناس لخلافته كان وارداً بنظر عامة الناس، وإنما كان التخوف من قبل بعض الخاصة لحسابات منطقية لا يدركها الجمهور.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست