علمتم أن الخضر (عليه السلام) لما خرق السفينة..." [1] .
وفي حديث للإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (صلوات الله عليه): "والله للذي صنعه الحسن بن علي (عليهم السلام) كان خيراً لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس" [2] ... إلى غير ذلك مما ورد عن الإمام الحسن وعن بقية الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) .
والحاصل: أن الإمام الحسن (صلوات الله عليه) قد نقل الشيعة بصلحه هذا من مقاتلين في حرب فاشلة، لا حرمة لهم في أعراف الحرب ـ خصوصاً في ذلك العصر ـ إلى معارضة يعتصمون بالعهد، ويتمتعون بكافة حقوق المسلمين، ولهم حرمة الدم والمال.
وبذلك يكون من حقهم أن يقوموا بنشاطهم في خدمة خط أهل البيت (صلوات الله عليهم) . وهو ما حصل فعل. فقد بذلوا في سبيل ذلك جهوداً مكثفة أدت إلى ظهور الدعوة الحقة، وانتشارها على الصعيد العام بين المسلمين.
ولاسيما بعد أن تفرغ الإمام الحسن (صلوات الله عليه) ومن معه من بني هاشم بعد الصلح للجانب الثقافي، وواصلوا الشوط الذي بدأه أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وأكدوا المفاهيم التي طرحها بين المسلمين.
غاية الأمر أن معاوية بعدوانه وغشمه لم يمتع الشيعة بالحقوق المذكورة كاملة، ونكل بهم بعد ذلك، وحاول القضاء عليهم وتطويق الدعوة لخط أهل البيت (عليهم السلام) .
لكن ذلك ـ في واقعه ـ زاد من قوة خط أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وصار سبباً في بلورة دعوتهم وظهوره، وتركزها وانتشارها بين المسلمين.
[1] كمال الدين وتمام النعمة ص:316. الاحتجاج ج:2 ص:9. بحار الأنوار ج:51 ص:132. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:2 ص:230.