responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 456

وأما الطالب فثائر" [1] . ويأتي منه (عليه السلام) كلام آخر يناسب ذلك. ونحوهما غيرهم. وإن كان الأمر أظهر من ذلك.

مخاطر الانكسار العسكري على دعوة الحق وحملته

وحينئذ فخروج الإمام الحسن (صلوات الله عليه) من الصراع بصلح، يبتني على الشروط والعهد والميثاق، خير من خروجه بانكسار عسكري ينفرد به معاوية بالقرار. لوجوه:

الأول: أن الانكسار العسكري لا يحصل إلا بعد أن تأكل الحرب ذوي البصائر الذين هم حصيلة جهود أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، لقوة إصرارهم وتصميمهم على التضحية.

مع أن دعوة التشيع في أمس الحاجة لهم من أجل حملها والتبليغ بها والدعوة له، لأنها كانت حديثة الظهور على الصعيد العام في المجتمع الإسلامي، وكان حاميها القوة بسبب تسنم أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) للسلطة، من دون أن تتركز عقائدياً على الصعيد العام. ولم تأخذ موقعها المناسب في المسلمين، فتبقى مهزوزة في مهب الرياح بعد انحسار سلطان أهل البيت (صلوات الله عليهم) .

وحينئذ يسهل على معاوية اكتساحها بعد انتصاره وقوة سلطانه، كما حاول ذلك وبذل غاية جهده، وإن لم يفلح نتيجة جهود هذه الجماعة، ووقوفها أمام مشروعه المذكور.

وهذا بخلاف الحال عند نهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) . حيث قد تركزت الدعوة عقائدي، وتجذرت في المجتمع الإسلامي، فالتضحية به (عليه السلام) وبالنخبة الصالحة معه لم تؤثر على سير الدعوة، بل كانت نقطة تحول فيه، زادتها


[1] أعلام الدين ص:292ـ293.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 456
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست