responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 455

وإذا كان في معسكر الإمام (صلوات الله عليه) جماعة ـ من ذوي البصائر والإصرار على المضي في الحرب ـ قد ظهر منهم التبرم من موقف الإمام (عليه السلام)، كما يأتي من بعضهم، فذلك منهم ناشئ عن قوة بصيرتهم في حقهم وفي باطل معاوية، وشدة إبائهم للضيم، بحيث فقدوا النظرة الموضوعية لواقع القوتين المتصارعتين، والموازنة بينهم، وملاحظة نتائج الحرب، وتأثيرها على الدعوة الحقة، على الأمد القريب والبعيد.

خطبة الإمام الحسن (عليه السلام)

وقد أوضح ذلك الإمام الحسن (صلوات الله عليه) في خطبته لأصحابه التي رواها ابن الأثير بسنده عن ابن دريد. وفيها: "إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم. وإنا كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فسلبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع. وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم، فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم. ألا وإنا لكم كما كن، ولستم لنا كما كنتم. ألا وقد أصبحتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبكون له، وقتيل بالنهروان تطلبون ثاره. فأما الباقي فخاذل وأما الباكي فثائر. ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة. فإن أردتم الموت رددناه عليه، وحاكمناه إلى الله عز وجل بظبا السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه، وأخذنا لكم الرضا". قال: "فناداه القوم من كل جانب: البقية البقية. فلما أفردوه أمضى الصلح" [1] .

وقد روى هذه الخطبة الديلمي بتغيير يسير، وفيه: "فأما الباكي فخاذل،


[1] أسد الغابة ج:2 ص:13 في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. سير أعلام النبلاء ج:3 ص:269 في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. الكامل في التاريخ ج:3 ص:406 أحداث سنة إحدى وأربعين من الهجرة: ذكر تسليم الحسن بن علي الخلافة إلى معاوية. وغيرها من المصادر.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 455
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست