responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 436

والالتزام العملي.

وبذلك يتجنب الإسلام كثيراً من السلبيات والمفارقات، التي تقدم منّا التعرض لبعضها في حديثنا هذ.

ومن الطبيعي حينئذ أن تسير عجلة الإسلام بتعاليمه الكاملة ومثله السامية على الطريق الواضح، من دون أي انحراف أو تحوير أو وهن، ويتجسد بواقعه الثقافي والعملي على ما أراده الله عز وجل، كما تضمنت ذلك النصوص الكثيرة.

فإذا تمت الفتوح في عهد هذا الإسلام الأصيل وهذه القيادة الفذة، والجماعة الصالحة، واتسعت رقعته، وجاءت بسببها الغنائم والخيرات، والعزة والكرامة، قوي هذا الإسلام وارتفع شأنه، وتركز في النفوس وتجذر في أعماقه.

وبذلك يقوم كيان الإسلام على الاستقامة والصلاح مهما اتسع وانتشر، من دون أن يكون هناك ما يدعو للخروج عليه، أو الانحراف به.

صلاح المجتمع مدعاة للتسديد والفيض الإلهي

ولاسيما أن المجتمع المذكور يكون حينئذ مورداً للفيض الإلهي. كما قال الله تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ)) [1]، وقال عز وجل: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم...)) [2] .

وقد تقدم قريباً في كلام سلمان الفارسي (رضي الله عنه) ما يناسب ذلك. ونحوه في كلام له آخر [3] . وفي كلام له ثالث: "لو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم، ومن تحت


[1] سورة الأعراف الآية:96.

[2] سورة المائدة الآية:65، 66.

[3] المصنف لابن أبي شيبة ج:8 ص:586 كتاب المغازي: ما جاء في خلافة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) .

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 436
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست