responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 430

والفوائد المترتبة عليه، بحيث يكون العمل مثمراً ولازماً أو سائغ.

وذلك يختلف باختلاف الظروف والمقارنات. كما تختلف فيه وفي أساليبه الأنظار والقناعات. ولكل وجهة نظره، وهو يتحمل مسؤولية عمله، من دون أن يتحمل الإسلام سلبيات ذلك. والحساب على الله عز وجل.

وثالثاً: من الإصحار بالهدف على حقيقته، وعدم إطلاق الدعاوى العريضة والمواعيد الكبيرة من أجل جمع الأعوان والتغرير بالناس. كل ذلك للحفاظ على سلامة آلية العمل، كما سبق.

وهذه الحقيقة وإن كانت مرة، إلا أنها واقع قائم لا مفرّ منه، ويجب الاعتراف به، نتيجة النظرة الموضوعية، ثم التعامل مع هذا الواقع بحكمة وروية، وبعد نظر، بعيداً عن النظرة العاطفية، والمواقف الانفعالية.

وقد سبق أن ذلك لم يكن يخفى على الإمامين الشهيدين أمير المؤمنين والحسين (صلوات الله عليهم)، وأنهما لم يقدما على ما أقدما عليه من أجل تحقيق العدل المطلق، وإقامة النظام الإسلامي الأكمل، بل كان هدفهما رضا الله سبحانه وتعالى والقيام بتكليفه.

وقد ظهر لنا من ثمرات تحركهما وجهادهما كبح جماح الانحراف في الدين، وتخفيف الفساد، بظهور صوت الحق المنكر عليه، وإقامة الحجة على الحق، وإسماع دعوته، وقطع العذر على من يخرج عنه... إلى آخر ما تقدم.

وإذا كان شيعة أهل البيت قبل فاجعة الطف لا يستوعبون هذه الحقيقة، ولا يذعنون بتعذر الإصلاح الكامل وتعديل مسار السلطة في الإسلام، لقلة تجربتهم وشدة إنكارهم للظلم، وعظيم ما قاسوه منه، واغترارهم بمواقف الناس الانفعالية، وبتعهدهم بالانتصار للحق، وبالثبات على ذلك.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست