responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 416

على ذلك، والانفتاح منها على بقية مناسبات أهل البيت (صلوات الله عليهم) وعلى ثقافتهم. فإنهم لا يملكون من القوى المادية ما ينهض بهذا العبء الثقيل، ويحقق هذه النتائج الرائعة.

خلود دعوة التشيع بإحياء هذه المناسبات

السادس: أن دعوة التشيع (أعزها الله تعالى) وإن تعهد الله عز وجل ببقائها ظاهرة مسموعة الصوت، لتقوم بها الحجة على الناس، إلا أن الظاهر أن لفاجعة الطف أعظم الأثر في بقائه، رغم الضغوط الكثيرة التي تعرضت له.

وذلك لأن تفاعل الجمهور بالفاجعة واهتمامهم بإحيائها لا يتوقف على دفع الخاصة لهم ـ كرجال الدين أو غيرهم ـ وتشجيعهم إياهم، ليسهل على العدو القضاء عليها بتحجيم دور الخاصة، بالترغيب والترهيب، وصنوف التنكيل، حتى التصفية الجسدية، كما حصل ذلك قديماً وحديث.

بل هي قد أخذت موقعها من نفوس الجمهور على اختلاف طبقاتهم، وتجذرت في أعماقهم، بحيث يهتمون بإحيائها بأنفسهم، ويندفعون لذلك بطبعهم، وكأنها جزء من كيانهم.

ولا تزيدهم الضغوط في اتجاه منعه، أو التخفيف منه، إلا إصراراً وتمسك، حيث يرون فيها تعدياً على حقهم الذي يؤمنون به، وتحدياً لهم كأمّة، وتجاهلاً لشخصيتهم، وجرحاً لشعورهم وعواطفهم، ونيلاً من كرامتهم.

ولو اضطرتهم الضغوط للتوقف عن الإعلان بممارساتهم في إحيائها فلا يؤثر ذلك على موقعها من نفوسهم، وتفاعلهم به، بل يزيدهم ذلك تعلقاً به، وانشداداً له، ونقمة على الظالمين، مع الإصرار على إحيائها سراً بما يتيسر، ويضحون في سبيل ذلك بالغالي والنفيس.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست