responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 342

موقف أهل البيت (عليهم السلام) إزاء المشكلة

لكن أهل البيت (صلوات الله عليهم) على بصيرة تامة من أن تعديل مسار السلطة في الإسلام بعد انحرافها من اليوم الأول أمر متعذر في الأمد المنظور. ويأتي توضيح ذلك ـ إن شاء الله تعالى ـ في المقام الثاني من الفصل الثاني في العبر التي تستخلص من فاجعة الطف.

وقد سبق أن أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان على علم بما يؤول إليه أمر بيعته من الفشل العسكري، وأن ما ظهر لنا من ثمرات قبوله بالخلافة هو إظهار الحقيقة، وإيضاح معالم الدين، وتشييد دعوة الحق، وإيجاد جماعة صالحة تقتنع بتلك الدعوة وتحملها وتدعو له، وترفض دعوة الباطل وتشجب شرعيتها وشرعية السلطة التي تتبناه، وتنكر عليها الجرائم والمنكرات التي تقوم به، وتحاول فضحه. وقد حقق ذلك بنجاح.

بيعة يزيد تعرض جهود أمير المؤمنين (عليه السلام) للخطر

غير أن جهوده (صلوات الله عليه) أصبحت مهددة بالخطر، نتيجة خطوات معاوية المتلاحقة، وآخرها البيعة لابنه يزيد في دولة قوية، قد أرسى قواعده، وأحكم بنيانه، وأمة متخاذلة أنساها دينها ومثله، وأحيى دعوة الجاهلية فيه، وسلبها شخصيتها وكرامته، وأذلها بالترغيب والترهيب، وشوّه مفاهيمها وتعاليمها بالإعلام الكاذب والتثقيف المنحرف.

ومن الظاهر أن البيعة ليزيد كانت تدهوراً سريعاً في معيار اختيار الخليفة، وابتداعاً لأمر لم يعهده المسلمون من قبل، ولم يألفوه بعد، ولا تقبلوه.

أولاً: بلحاظ واقع يزيد التافه، وسلوكه الشخصي المشين، وظهور استهتاره بالدين والقيم، ومقارفته للموبقات، وانغماسه في الشهوات.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست