responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 341

نعم يمكن أن يغلب الباطل بباطل مثله في المكر، وانتهاك الحرمات، والخروج عن المبادئ والقيم والالتفاف عليه. كما حصل. والدنيا دول.

ونتيجة لذلك كان توجه هؤلاء النفر إلى المحافظة على الموجودين من ذوي الدين والصلاح بتجنب الاحتكاك بالحاكم، لأن ذلك غاية الميسور.

وربما يكون ذلك هو المنظور لكثير ممن أشار على الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بترك الخروج على يزيد، ومنهم عبد الله بن جعفر، كما يظهر من كتابه للإمام الحسين (عليه السلام) الذي تقدم التعرض له في المطلب الأول [1] .

بل كلما زاد الاحتكاك بالحاكم، وتحقق منه التجاوز عن الحدّ في الرد، زاد جرأة على انتهاك الحرمات، وأبعد في التجاوز عليه، وتعود الناس على ذلك وألفوه، وخفّ استنكارهم له.

فكيف إذا كان المنتهك حرمته هو الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) الذي هو أعظم الناس حرمة، والرجل الأول في المسلمين؟! كما يشير إلى ذلك ما تقدم منه (صلوات الله عليه) في المعركة، ومن عبد الله بن مطيع في حديثه معه [2] (عليه السلام) وغير ذلك.

وربما تُدعم وجهة نظر هؤلاء بأمرين:

الأول: الحذر من شق كلمة المسلمين وتفريق جماعتهم، وإلقاح الفتنة بينهم، الذي قد يتشبث به الكثير جهل، أو نفاقاً وممالأة للظالم.

الثاني: طلب العافية جبن، أو لعدم الشعور بالمسؤولية.


[1] تقدم في ص: 63.

[2] راجع ص: 63.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست