من الموضوعات إن الله يتجلى للناس عامة ولأبي بكر خاصة، وحديث: ما صبّ الله في صدري شيئاً إلا وصبّه في صدر أبي بكر، وحديث: كان (صلى الله عليه وسلم) إذا اشتاق الجنة قبل شيبة أبي بكر، وحديث: أنا وأبو بكر كفرسي رهان، وحديث: إن الله لما اختار الأرواح اختار روح أبي بكر. وأمثال هذا من المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل" [1] . وذكر نحوه العجلوني [2] .
كما ذكر السيوطي ما يقرب من ثلاثين حديثاً في فضائل أبي بكر وحكم فيها بالوضع [3] .
ومن الطبيعي أن ذلك من معاوية يستتبع كتمان أحاديث المثالب في الصحابة والامتناع أو المنع من تدارسها ونشره، بل تكذيبها واستهجانه.
كما أن من المعلوم أن المراد بالصحابة هم الذين على خلاف خط أهل البيت (صلوات الله عليهم)، ممن قاد عملية الانقلاب عليهم، وحرف مسار السلطة في الإسلام ومن سار في ركابهم. وفيهم جماعة كبيرة من المنافقين والمؤلفة قلوبهم وممن لم يسلم إلا رغبة أو رهبة.
وقد ذكرنا آنفاً أن وضع الأحاديث لصالح هذه الجماعة قد بدأ في العهود الأولى، كما يظهر من كلام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ـ المتقدم في أوائل المبحث الأول ـ وغيره.
وكان له أعظم الأثر في احترام هذه الجماعة، بل تقديسها والتدين بموالاته، والتغاضي عن سلبياتها وتجاهله، أو تكذيبه، أو تكلف توجيهه، بحيث لا يمنع من احترامها وتقديسه.