responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 262

والشقاق في الكيان الإسلامي بعد استقراره، قد أكدت في نفوسهم ما سبق من احترام الشيخين أو تقديسهم، نتيجة انتشار الإسلام في عهدهم، وما استتبعه من الغنائم التي لم تكن العرب تحلم به، وألقاب التمجيد والأحاديث التي وضعت في تلك الفترة، كما سبق.

مضافاً إلى أن في المعارضة لعثمان عناصر مهمة هي على خلاف خط أهل البيت، والاعتراف بالنص يفوّت عليها أطماعه. كما أنها تهتم بالتركيز على سيرة الشيخين وتمجيدهم، من أجل التنفير من عثمان، والتهريج عليه.

وإذا كان النص قد ذكر وركز عليه فمن القريب أن يكون ذلك مقتصراً على القليل من ذوي التعقل والدين، ممن يهمه معرفة الحقيقة والوصول إليه.

وعلى كل حال فقد أدت الخاصة من شيعة أهل البيت (صلوات الله عليهم) ـ فيما يظهر ـ دورها الذي أعدت له، وحققت خدمة كبرى للحقيقة المضطهدة، التي عُتّم عليها في الفترة السابقة.

وبالمناسبة يقول ابن قتيبة عند عرض أحداث واقعة الجمل: "فلما قدم علي طيء أقبل شيخ من طيء قد هرم من الكبر، فرفع له من حاجبيه، فنظر إلى علي، فقال له: أنت ابن أبي طالب؟ قال: نعم.

قال: مرحباً وأهل... لو أتيتنا غير مبايعين لك لنصرناك، لقرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأيامك الصالحة. ولئن كان ما يقال فيك من الخير حقاً إن في أمرك وأمر قريش لعجب، إذ أخرجوك وقدّموا غيرك..." [1] .

وبذلك ظهرت ثمرة الصبر والموادعة من أجل الحفاظ على هذه الثلة الصالحة، وعدم التفريط بها في مبدأ الانحراف في السلطة، عند ارتحال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرفيق الأعلى.


[1] الإمامة والسياسة ج:1 ص:52 استنفار عدي بن حاتم قومه لنصرة علي (رضي الله عنه) .

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست