وهي تدل على أن عامة المسلمين قد تمسكوا بثقافة خاصة لا يقبلون بغيره. حتى إن حذيفة ـ مع ما له من مقام رفيع ـ لو حدثهم بخلافها لكذبوه، بل قد يقتلونه.
اختلاف عثمان عن عمر في الحزم والسلوك
ولكن تداعيات الانحراف في أمر السلطة بدأت تظهر للناس، لأن عثمان يختلف عن عمر بأمرين:
الأول: ضعف الإدارة وفقد الحزم، وسوء التعامل مع الأحداث.
الثاني: أنه توسع في إنفاق المال، وظهرت عليه وعلى زمرته مظاهر التسامح والترف، وقرب بني أمية، ومكنهم في البلاد، وولاهم الأمصار، مع ما عرف عنهم من العداء للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وللإسلام، والكيد لهما في بدء الدعوة، ثم النفاق بعد أن اضطروا للدخول في الإسلام. ولم يمنعه ذلك من تقريبهم، وتحكيمهم، فاتخذوا مال الله دولاً وعباده خول، وانتهكوا حرماتهم وحرمات دينهم، بتخالع واستهتار، بنحو لم يعهده عامة المسلمين من قبل.
ظهور الإنكار على عثمان من عامة المسلمين
وقد أضرّ ذلك بمصالح الخاصة والعامة. فأثار حفيظتهم. كما أثار حفيظة أهل الدين، وكل من يهمه الصالح العام.
وبذلك بدأ الإنكار على عثمان والتشنيع عليه، وإثارة مشاعر الناس ضده، وتهييج الرأي العام عليه. وظهرت بوادر التغيير.
تحقق الجو المناسب لإظهار مقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وبيان ظلامته
وحينئذ تحققت الأرضية الصالحة لتعريف العامة بمقام الإمام أمير