responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 180

وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله.

وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره، ووصفهم بما وصفهم، فقال عز وجل: ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)).

ثم بقوا بعده، فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان، فولوهم الأعمال، وحملوهم على رقاب الناس، وأكلوا بهم الدني. وإنما الناس مع الملوك والدني، إلا من عصم الله. فهذا أحد الأربعة.

ورجل سمع من رسول الله شيئاً لم يحمله على وجهه، ووهم فيه، ولم يتعمد كذب. فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه، فيقول: أنا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله) . فلو علم المسلمون أنه وَهِم لم يقبلوه. ولو علم هو أنه وَهِم لرفضه.

ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلى الله عليه واله) شيئاً أمر به، ثم نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شيء، ثم أمر به وهو لا يعلم. فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ. ولو علم أنه منسوخ لرفضه. ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.

وآخر رابع لم يكذب على رسول الله (صلى الله عليه واله)، مبغض للكذب، خوفاً من الله، وتعظيماً لرسول الله (صلى الله عليه واله)، لم ينسه [لم يسه]، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به كما سمع، لم يزد فيه، ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ، فعمل بالناسخ، ورفض المنسوخ.

فإن أمر النبي (صلى الله عليه واله) مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، [وخاص وعام]، ومحكم ومتشابه. قد كان يكون من رسول الله (صلى الله عليه واله) الكلام له وجهان: كلام عام، وكلام خاص، مثل القرآن. وقال الله عز وجل في كتابه: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُو)). فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله (صلى الله عليه واله) .

وليس كل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يسأله عن الشيء فيفهم. وكان

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست