responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 141

بغض النظر عن تطبيقه عملياً في الواقع الإسلامي أو عدمه.

وقد يناسب ذلك ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث له مع أُبيّ بن كعب، وأنه قال له: "إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، فإنه لمكتوب عن يمين عرش الله: مصباح الهدى، وسفينة النجاة..." [1] .

فإن الأئمة (صلوات الله عليهم) وإن كانوا كلهم هداة لدين الله تعالى وسفن نجاة الأمة، إلا أن تخصيص الإمام الحسين (عليه السلام) بذلك يناسب تميزه في هداية الناس، ونجاتهم من هلكة التيه والحيرة والضلال.

كما ورد عن الإمام الحسين نفسه (صلوات الله عليه) أنه ذكر في كلام له طويل دواعي خروجه وتعرضه للقتل، وقال في آخره: "...((لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ))" [2] .

وربما تشير إلى ذلك العقيلة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (عليهم السلام) فيما تقدم من قولها في أواخر خطبتها ـ في التعقيب على الأبيات التي أنشدها يزيد متشفي، وهو ينكت ثنايا الإمام الحسين (عليه السلام) بمخصرته ـ: "فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك. فوالله لا تمحو ذكرن، ولا تميت وحين، ولا تدرك أمدن..." [3] .

وذلك يكشف عن أن دين الإسلام الخاتم للأديان قد تعرض بسبب انحراف السلطة لخطر التحريف والتشويه، بحيث تضيع معالمه، ولا يتيسر الوصول والتعرف عليه لمن يريد ذلك، كما حصل في الأديان السابقة، وأن


[1] بحار الأنوار ج:36 ص:205. واللفظ له. عيون أخبار الرضا ج:2 ص:62. كمال الدين وتمام النعمة ص:265. وغيرها من المصادر.

[2] اللهوف في قتلى الطفوف ص:42.

[3] راجع ملحق رقم [4] .

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست