responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية الآمال في شرح كتاب المكاسب المؤلف : المامقاني، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 78

في أمر الأنواء لأن العرب كانت تنسب المطر إليها فاما من جعل المطر من فعل اللّه تعالى و أراد بقوله مطرنا بنوء كذا أي في وقت كذا و هو هذا النوء الفلاني فإن ذلك جائز اى ان اللّه قد أجرى العادة بأن يأتي المطر في هذه الأوقات انتهى و قال ابن العربي من انتظر المطر منها على انها فاعلة من دون اللّه أو يجعل اللّه شريكا فيها فهو كافر و من انتظره منها على إجراء العادة فلا شيء عليه و قال النووي لكنه يكره لانه شعار الكفار؟؟؟ رموهم له انتهى ما في البحار

قوله و يؤيده ما رواه في البحار عن محمّد و هارون ابني أبي سهل النوبختي

حكى في البحار عن كتاب عتيق اسمه التجمل عن محمّد و هارون ابني أبي سهل انهما كتبا الى ابى عبد اللّه (عليه السلام) ان أبانا و جدّنا كانا ينظر ان في النجوم فهل يحل النظر فيها قال نعم ثم قال في البحار و فيه أيضا أنهما كتبا اليه نحن ولد بنى نوبخت المنجم و قد كنا كتبنا إليك هل يحل النظر فيها فكتبت نعم و المنجمون يختلفون في صفة الفلك فبعضهم يقول ان الفلك فيه النجوم و الشمس و القمر معلق بالسّماء و هو دون السّماء و هو الذي يدور بالنجوم و الشمس و القمر و السّماء فإنّها لا تتحرك و لا تدور و يقولون دوارن الفلك تحت الأرض و ان الشمس تدور مع الفلك تحت الأرض تغيب في المغرب تحت الأرض و تطلع بالغداة من المشرق فكتب نعم ما لم يخرج من التوحيد ثم قال بيان معلق بالسّماء اى الفلك معلّق بالسّماء و لعل مرادهم بالسّماء الفلك التاسع و بعدم حركتها انّها لا تتحرك بالحركات الخاصة للكواكب فقولهم دوران الفلك تحت الأرض يحتمل الخاصة و اليومية و لا عم و عرضهم ان الكواكب كما تتحرك تبعا للأفلاك فوق الأرض فكذا تتحرك تحتها و قولهم و ان الشمس تدور مع الفلك اى بالحركة اليومية هذا ما خطر بالبال في تأويله و ظاهره ان الأفلاك غير السّموات و لعله كان مذهبا لجماعة كما ذهب إليه الكراجكي حيث قال في كنز الفوائد اعلم ان الأرض على هيئة الكرة و الهواء يحيط بها من كل جهة و الأفلاك تحيط بالجميع إحاطة استدارة و هي طبقات بعضها يحيط ببعض فمنها سبعة تختص بالنيرين و الكواكب الخمسة التي تسمى المتحيرة فالنّيران هما الشّمس و القمر و الخمسة هي زحل و المشترى و المريخ و الزّهرة و عطارد فلكل واحد منها فلك يختص به من هذه السّبعة ففلك زحل أعلاها و فلك القمر أقربها من الأرض و فلك الشمس في وسطها و تحت فلك زحل فلك المشترى ثم المريخ و فوق القمر فلك عطارد ثم فلك الزهرة و يحيط بهذه الأفلاك السّبعة فلك الكواكب الثابتة و هي جميع ما يرى في السّماء غير ما ذكرنا ثم الفلك المحيط الأعظم المحرك جميع هذه الأفلاك ثم السّموات السّبع تحيط بالأفلاك و هي مساكن الاملاك و من رفعه اللّه تعالى إلى سمائه من أنبيائه و حججه (عليه السلام) انتهى ثم قال (رحمه الله) في البحار و هذا قول غريب لم أر به قائلا غيره و مخالفته لظاهر الآية أكثر من القول المشهور فكتب نعم اى يحل النظر فيها ما لم يخرج عن التوحيد اى ما لم ينته إلى تأثير الكواكب و انها شريكة في الخلق و التّدبير للربّ سبحانه و الظاهر ان المراد بالنظر في النجوم هنا علم الهيئة و التفكر في كيفية دوران الكواكب و الأفلاك و قدر حركاتها و أشباه ذلك لا استخراج الأحكام و الاخبار عن الحوادث انتهى

[الثاني انها تفعل الآثار المنسوبة إليها و اللّه سبحانه هو المؤثر الأعظم]

قوله الثاني انها تفعل الآثار المنسوبة إليها و اللّه سبحانه هو المؤثر الأعظم

محصله انّها فاعلة مختارة باختيار هو عين اختيار اللّه و إرادته صادرة عن امره كالالة بزيادة الشعور و قيام الاختيار بها بحيث يصدق ان الفعل فعلها و فعل اللّه كما يصرح به في ذيل الكلام

قوله قال العلامة (رحمه الله) في محكي شرح فصّ الياقوت

الحاكي هو العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار و صرّح بان فصّ الياقوت للشيخ إبراهيم ابن نوبخت كما ان (المصنف) (رحمه الله) صرّح في كتاب الطهارة بأنه من قدماء الأصحاب

قوله ثم قال و ان كل نجم منها موكل مدبر

(انتهى) مقتضى ما ذكر (رحمه الله) من تفسير المأمورين و المنهيين هو ان يكون قد قرء لفظ مدبر بصيغة المفعول بمعنى ان كل نجم موكل بفعله الذي هو الحركة الخاصة مدبر قد دبر اللّه امره و ربما يؤيده صدر الحديث من حيث مطالبة الدليل فيه على تدبير النجوم و يحتمل ان يكون بصيغة الفاعل و يكون المعنى ان كل نجم موكل بأمر خاص و تأثير معين فهو مدبر لذلك الأمر الخاص لا انه مدبر لأمر العالم كما هو الصّحيح على تقدير تفسير قوله (تعالى) فَالْمُدَبِّرٰاتِ أَمْراً بالملائكة كما هو مذهب بعض المفسرين فان كلا منها موكل بأمر خاص هو مدبر لها و على هذا لا يبقى منافاة بين صدر الحديث النافي لتدبيرها للعالم و بين ذيله المثبت لتدبير كل نجم امرا خاصا

قوله لا انهم مأمورون بتدبير العالم بحركاتهم فهي مدبرة باختيارها

الجملة الأخيرة متفرعة على المنفي دون النفي

قوله بل انما تنقش فيها الحوادث شيئا فشيئا

(الظاهر) انه أراد جعل الأفلاك بمنزلة اللوح في ان الواقع ليس الا ما فيها نظرا إلى انها هي المؤثرة الموجدة للحوادث فلا بد و ان يكون ما ينقش فيها هو الواقع و لا يخفى عليك ان (المصنف) (رحمه الله) لم يحك تمام عبارة الوافي و ان ما ذكره منها غير واف بتمام مقصد المحدث الكاشاني (رحمه الله) و ان كان وافيا بما قصده (المصنف) (رحمه الله) من نقله فلا بأس بأن نأتي بتمام الكلام حتى يكون مفيدا لمن أراد الاطلاع على تمام مراده قال (رحمه الله) في أول باب البداء محمّد بن عيسى عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة عن أحدهما (عليه السلام) قال ما عبد اللّه بشيء مثل البداء و في رواية ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبد اللّه (عليه السلام) ما أعظم اللّه بمثل البداء بيان بدا له في هذا الأمر بداء ممدودا أي أنشأ له فيه أمر و انما لم يعبد اللّه و لم يعظم بشيء مثل البداء لان مدار استجابة الدعاء و الرّغبة إليه سبحانه و الرهبة منه و تفويض الأمور اليه و التعلق بين الخوف و الرجاء و أمثال ذلك من أركان العبودية عليه فان قيل كيف يصحّ نسبة البداء الى اللّه (تعالى) مع إحاطة عليه بكل شيء أولا و ابدا على ما هو عليه في نفس الأمر و تقدسه عما يوجب التغير و السنوح و نحوهما فاعلم ان القوى المنطبعة الفلكية لم تحط بتفاصيل ما سيقع من الأمور دفعة واحدة لعدم تناهي تلك الأمور بل انما ينقش فيها الحوادث شيئا فشيئا و جملة فجملة مع أسبابها و عللها على نهج مستمر و نظام مستقر فإنما يحدث في عالم الكون و الفساد و انما هو من لوازم حركات الأفلاك المسخرة للّه و نتائج بركاتها فهي تعلم انه كلما كان كذا كان كذا فمهما حصل لها العلم بأسباب حدوث أمر ما في هذا العالم حكمت بوقوعه فيه فينتقش فيها ذلك الحكم و ربما تأخر بعض الأسباب الموجب لوقوع الحادث على خلاف ما يوجبه بقية الأسباب لو لا تلك السبب و لم يحصل لها العلم بذلك بعد لعدم اطلاعها على سبب ذلك السّبب ثم لما جاء أو انه و اطلعت عليه حكمت بخلاف الحكم الأول فيمحي عنها نقش الحكم السابق و يثبت الحكم الأخر مثلا لما حصل لها العلم بموت زيد لمرض كذا في ليلة كذا لأسباب تقتضي ذلك و لم يحصل لها العلم بتصدقه الذي سيأتي به قبيل ذلك الوقت لعدم اطلاعها على أسباب التصدق بعد ثم علمت به و كان موته بتلك الأسباب مشروطا بان لا يتصدق فتحكم أولا بالموت و ثانيا بالبرء و إذا كانت الأسباب لوقوع أمر و لا وقوعه متكافئة و لم يحصل لها العلم برجحان أحدهما بعد لعدم مجيء أو ان سبب ذلك الرجحان بعد كان لها التردد في وقوع ذلك الأمر و لا وقوعه فينتقش فيها الوقوع تارة و اللّاوقوع اخرى فهذا هو السّبب في البداء و المحو و الإثبات و التردد و أمثال ذلك في أمور العالم و اما نسبة ذلك كله الى اللّه تعالى فلان كل ما يجري في العالم الملكوتي انما يجرى بإرادة اللّه تعالى بل فعلهم بعينه فعل اللّه سبحانه حيث انهم لٰا يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ

اسم الکتاب : غاية الآمال في شرح كتاب المكاسب المؤلف : المامقاني، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست