responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية الآمال في شرح كتاب المكاسب المؤلف : المامقاني، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 77

غرضه ليس الا دوام التفات الخلق الى اللّه تعالى و تذكرهم لمعبودهم بدوام حاجتهم اليه الثاني أن الأحكام النجومية إخبارات عن أمور و هي تشبه الاطلاع على الأمور الغيبية و أكثر الخلق من العوام و النساء و الصّبيان لا يميزون بينها و بين علم الغيب و الاخبار به فكان تعلم تلك الأحكام و الحكم بها سببا لضلال كثير من الخلق و موهنا لاعتقاداتهم في المعجزات إذ الاخبار عن الكائنات منها و كذا في عظمة بارئهم و يشككهم في عموم صدق قوله تعالى قُلْ لٰا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللّٰهُ- وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ الْغَيْبِ لٰا يَعْلَمُهٰا إِلّٰا هُوَ و قوله تعالى إِنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّٰاعَةِ فالمنجم إذا حكم لنفسه بأنه يصيب كذا فقد ادعى ان نفسه تعلم ما تكسب غدا و بأي أرض تموت و ذلك عين التكذيب للقران و كان هذين الوجهين هما المقتضيان التحريم الكهانة و السّحر و العزائم و نحوها هذا ما أوردنا؟؟؟ ذكره مما في البحار و قوله (عليه السلام) حاق به الضر اى نزل قال اللّه تبارك و تعالى وَ لٰا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلّٰا بِأَهْلِهِ

قوله فقال (عليه السلام) له أ تدري ما في بطن هذه الدّابة ذكر أم أنثى قال إن حسبت علمت قال (عليه السلام) من صدقك بهذا القول فقد كذب بالقرآن

(الظاهر) ان المراد بالحساب حساب الدرجات و البروج حتى يعرف الطالع في وقت انعقاد نطفته مثلا و الا فلا مدخل لعلم النجوم بقضية كون الجنين ذكرا أو أنثى و أراد (عليه السلام) بهذا القول دعوى علم ما في بطن الدابة و وجه كونه تكذيب بالقرآن هو ان سياق الآية يعطى اختصاص علم ما في الأرحام به تعالى فدعوى غيره لذلك تكذيب لتلك الآية

قوله فقال لي تقضى قلت نعم فقال أحرق كتبك

قال في البحار ما نصه قوله (عليه السلام) تقضى على بناء المعلوم اى تحكم بالحوادث و تخبر بالأمور الاتية أو الغائبة أو تحكم بان للنجوم تأثيرا أو ان لذلك الطالع أثرا أو على بناء المجهول أي إذا ذهبت في الطالع تقضى حاجتك و تعتقد ذلك و الأول عندي أظهر و هذا خبر معتبر يدل على أظهر الوجوه على ان الاخبار بأحكام النجوم و الاعتناء بسعادة النجوم و الطوالع محرم يجب الاحتراز عنه انتهى

قوله (عليه السلام) ثم اعلم ان الحكم بالنجوم خطاء

اعلم بصيغة الماضي و الضمير فيه على حد الضمير في نظر و استدل يعود إلى إبراهيم (عليه السلام)

[الرابع اعتقاد ربط الحركات الفلكية بالكائنات]

قوله الرابع اعتقاد ربط الحركات الفلكية بالكائنات

يعني مجرد الاعتقاد من دون اخبار عن الأوضاع و لا عن أحكامها و آثارها و بهذا يمتاز المقام عما تقدمه من المقامات الثلاثة السابقة

[الأول الاستقلال في التأثير]

قوله الأول الاستقلال في التأثير بحيث يمتنع التخلف عنها امتناع تخلف المعلوم عن العلة العقلية

المراد بالاستقلال ما يقابل المشاركة بان لا يشاركها شيء أخر في التأثير و ليس المراد به كونها هي الصانع فيشمل ما لو أنكر الصانع تعالى و ما لو قال بتعطيله تعالى بعد خلق الأجرام العلوية سواء قيل بقدمها أم قيل بحدوثها و لا يشمل ما لو اعترف بالصّانع جلّ شانه لكن قال بأن حركة الأفلاك تابعة لإرادته تعالى اما باختيارها أو بدونه لان مقتضى التبعية عدم الاستقلال و انما يكون لها مدخل في التأثير و تفسير (المصنف) (رحمه الله) إطلاق العبارات التي ذكرها في طي هذا الوجه مستشهدا بها عليه بما يشمل التبعية بقسميها لا يقتضي إطلاق أصل عنوان هذا الوجه

قوله قال السيّد المرتضى (رضي الله عنه) فيما حكى عنه و كيف يشتبه على مسلم بطلان أحكام التنجيم و قد اجمع المسلمون قديما و حديثا على تكذيب المنجمين و الشهادة بفساد مذهبهم و بطلان أحكامهم و معلوم من دين الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) ضرورة تكذيب ما يدعيه المنجمون

(انتهى) ليس في كلامه (رحمه الله) ما يظهر منه الكفر إذ لم يذكر سوى إجماع المسلمين على الشهادة بفساد مذهبهم و معلوم ان فساد المذهب أعم من الكفر و سيجيء في كلام (المصنف) (رحمه الله) نقلا عن الشهيد (رحمه الله) ان القول بجريان عادة اللّه بخلق بعض الحوادث عند وجود بعض الأوضاع و ان ربط المسببات المذكورة بأسبابها من قبيل ربط مسببات الأدوية و الأغذية مجازا باعتبار الربط العادي لا الربط الحقيقي العقلي لا يوجب كفر معتقده لكنه مخطئ و يمكن التوجيه بان يقال انّه قد صرّح السيّد (رضي الله عنه) بكون كذب المنجم قد علم ضرورة من الدين و منكر ما علم من الدين ضرورة كافر و من المعلوم ان المنجم نفسه معتقد بصدقه فيكون منكرا لما علم من الدين ضرورة فيكون كافرا ثمّ ان دلالة كلام السّيد (رضي الله عنه) على خصوص ما نحن فيه اعنى ما كان الربط فيه على وجه الاستقلال في التأثير انما هو بإطلاقه الشامل لهذا القسم و غيره كما ان ما يحكيه عن العلامة (رحمه الله) من قوله كل من اعتقد ربط الحركات النفسانية و الطبيعة بالحركات الفلكية و الاتصالات الكوكبية كافر انما يشمل ما نحن فيه بالإطلاق لكون الربط أعم من الاستقلال و الاشتراك

قوله بل يظهر من المحكي عن ابن ابى حديد ان الحكم كذلك عند علماء العامة أيضا حيث قال في شرح نهج البلاغة ان المعلوم ضرورة من الدين إبطال حكم النجوم و تحريم الاعتقاد بها و النهى و الزجر عن تصديق المنجمين و هذا معنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) فمن صدقات بهذا فقد كذب بالقرآن و استغنى عن الاستعانة باللّه

لا يخفى انه ليس في كلامه ما يدل على التكفير الا جعل ما ذكره معنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث ان التكذيب بالقرآن كفر لكن دلالة ذلك على التكفير مبنى على دلالة قوله (عليه السلام) عليه و سيأتي في كلامه (رحمه الله) انه لا يدل على ذلك فيبقى ان يوجه دلالته على التكفير بما وجهنا به دلالة كلام السيّد (رضي الله عنه) من انه لما كان من المعلوم ضرورة كذب المنجم و ان مصدقه منكر للمعلوم من الدين ضرورة و هو نفسه مصدق لنفسه معتقد بأحكامه فيكون منكرا للضروري و حكمه الكفر

قوله ثم لا فرق في أكثر العبارات المذكورة بين رجوع الاعتقاد المذكور إلى إنكار الصانع جل ذكره

(انتهى) (الظاهر) ان التقييد بلفظ الأكثر للاحتراز عن عن عبارة الشهيد (رحمه الله) حيث ان (الظاهر) من ان الكواكب مدبرة لهذا العالم و موجودة له هو استناد التدبير إليها بالاستقلال أو على وجه التفويض فلا يشمل ما لو قيل ان حركة الأفلاك تابعة لإرادة اللّه فهي مظاهر لإرادة الخالق و مجبولة على الحركة على طبق اختيار الصانع جل ذكره كالالة أو بزيادة انها مختارة باختيار هو عين اختياره

قوله يستمطرون بالأنواء

قال في البحار نقلا عن معاني الأخبار بالسند المتصل الى ابى جعفر (عليه السلام) محمّد بن على الباقر (عليه السلام) انه قال ثلاثة من عمل الجاهلية الفخر بالأنساب و الطعن في الأحساب و الاستسقاء بالأنواء ثم قال (رحمه الله) قال الصّدوق (رحمه الله) أخبرني محمّد بن هارون الزنجاني عن على بن عبد العزيز عن ابى عبيد انّه قال سمعت عدة من أهل العلم يقولون ان الأنواء ثمانية و عشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السّنة كلها من الصّيف و الشتاء و الربيع و الخريف يسقط في كل ثلث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع أخر يقابله في المشرق من ساعته و كلاهما معلوم مسمّى و انقضاء هذه الثمانية و العشرين كلها مع انقضاء السّنة ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استيناف السنة المقبلة و كانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم و طلع أخر قالوا لا بد ان يكون عند ذلك رياح و مطر فينسبون كل غيث يكون عند ذلك الى ذلك النجم الذي يسقط (حينئذ) فيقولون مطرنا بنوء الثريا و الدبران و السماك و ما كان من هذه النجوم فعلى هذا فهذه هي الأنواء واحدها نوء و انّما سمّى نوء لأنه إذا سقط السّاقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع و هو ينوء نوء و ذلك النهوض هو النوء فسمى النجم به و (كذلك) كل ناهض ينتقل بإبطاء فإنه ينوء عند نهوضه قال اللّه تبارك و تعالى لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ انتهى و فيها عن الجزري في النهاية بعد بيان حال الأنواء على الوجه المذكور ما لفظه و انما سمّى نوء لأنه إذا سقط السّاقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق (يقال) ناء ينوء نوء اى نهض و طلع و قيل أراد بالنوء الغروب و هو من الأضداد و قال أبو عبيد لم نسمع بالنوء انه السقوط إلا في هذا الموضع و انما غلظ النبي (صلى الله عليه و آله و سلم)

اسم الکتاب : غاية الآمال في شرح كتاب المكاسب المؤلف : المامقاني، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست