نَوَاحِي الدَّارِ قَالَ فَجَلَسَ وَ دَعَانِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ كَالسَّكْرَانِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَنْتَ عَلَيَّ أَعَزَّ مِنْهُ وَ لَا جَمِيعُ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ وَ اللَّهِ لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ أَعَدْتَ مِمَّا رَأَيْتَ وَ سَمِعْتَ شَيْئاً لَيَكُونَنَّ هَلَاكُكَ فِيهِ قَالَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ ظَهَرْتَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ مِنِّي فَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ دَمِي قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ تُعْطِينِي عَهْداً وَ مِيثَاقاً عَلَى كِتْمَانِ هَذَا وَ تَرْكِ إِعَادَتِهِ فَأَخَذَ عَلَيَّ الْعَهْدَ وَ الْمِيثَاقَ وَ أَكَّدَهُ عَلَيَّ قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ عَنْهُ صَفَقَ بِيَدَيْهِ وَ قَالَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَ لا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَ كانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً وَ كَانَ لِلرِّضَا(ع)مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ الْإِمَامُ(ع)وَ كَانَ يَقُولُ لَهُ الرِّضَا(ع)الصَّادِقَ وَ الصَّابِرَ وَ الْفَاضِلَ وَ قُرَّةَ أَعْيُنِ الْمُؤْمِنِينَ وَ غَيْظَ الْمُلْحِدِينَ
65 باب ذكر بعض ما قيل من المراثي في حق أبي الحسن الرضا (ع)
1 حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ الْقُرَشِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ ابْنُ الْمُشَيِّعِ الْمَدَنِيُّ يَرْثِي الرِّضَا(ع)بِشِعْرٍ يَأْتِي ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
يَا بُقْعَةُ مَاتَ بِهَا سَيِّدِي * * * مَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ مِنْ سَيِّدٍ
مَاتَ الْهُدَى مِنْ بَعْدِهِ وَ النَّدَى * * * وَ شَمَّرَ الْمَوْتُ بِهِ يَقْتَدِي
لَا زَالَ غَيْثُ اللَّهِ يَا قَبْرَهُ * * * عَلَيْكَ مِنْهُ رَائِحاً مُغْتَدِي
كَانَ لَنَا غَيْثاً بِهِ نَرْتَوِي * * * وَ كَانَ كَالنَّجْمِ بِهِ نَهْتَدِي
إِنَّ عَلِيّاً ابْنَ مُوسَى الرِّضَا * * * قَدْ حَلَّ وَ السُّؤْدُدُ فِي مَلْحَدٍ
يَا عَيْنُ فَابْكِي بِدَمٍ بَعْدَهُ * * * عَلَى انْقِرَاضِ الْمَجْدِ وَ السُّؤْدُدِ