و جحودهم بما نزل في أمير المؤمنين (عليه السلام): فألحدوا في البيت بظلمهم الرّسول و وليّه فبعدا للقوم الظالمين.
[الحديث الخامس و الأربعون]
45- الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عليّ بن أسباط، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) في قول اللّه عزّ و جلّ: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلٰالٍ مُبِينٍيا معشر المكذّبين حيث أنبأتكم رسالة ربّي في ولاية عليّ (عليه السلام) و الأئمّة (عليهم السلام) من بعده، من هو في ضلال مبين؟ كذا انزلت و في قوله تعالى:
بيت اللّه حال كونه متلبسا بالحاد أى عدول عن الصراط المستقيم و بظلم على الرسول و وليه فهما حالان عن فاعل «يرد» أو الثانى بدل عن الاول باعادة الجار و هو جواب من قوله تعالى «نُذِقْهُ مِنْ عَذٰابٍ أَلِيمٍ» و على هذا مفعول يرد مخصوص، حذف لعلم المخاطب به و قال:
أكثر المفسرين حذف مفعوله للدلالة على التعميم و هو على تقدير عمومه يتناول ما نحن فيه أيضا.
قوله: فالحدوا فى البيت بظلمهم)
(1) أى فعدلوا عن القصد و انحرفوا عن الحق فى بيت اللّه بسبب ظلمهم فالباء للسببية و البيت ظرف للالحاد.
قوله: يا معشر المكذبين)
(2) أى فستعلمون عند الموت او بعده يا معشر المكذبين لرسالتى من أجل أنى أنبأتكم رسالة ربى فى ولاية على و الائمة من بعده من هو فى ضلال مبين منا أو منكم و هم نسبوا الضلالة إليه (صلى اللّه عليه و آله) من أجل تبليغ الولاية مرارا و قالوا انما يقول ذلك من قبله حبا لتحقق الرئاسة فى أهل بيته و فيه دلالة على أنهم لم يؤمنوا باللّه و برسوله أصلا.
قوله: كذا أنزلت)
(3) لا يدل هذا على أن ما ذكره (ع) قرآن لان ما أنزل إليه (ص) عند الوحى يجوز أن يكون بعضه قرانا و بعضه تأويلا و تفسيرا و قد أشار صاحب الطرائف الى هذا حيث قال روى الفقيه الشافعى ابن المغازلى فى كتاب المناقب باسناده الى جابر بن عبد اللّه الانصارى قال قال رسول اللّه (ص) بمنى و ذكر حديثا طويلا الى أن قال: ثم نزل فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ فى أمر على إِنَّكَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ و ان عليا (ع) لعلم للساعة و ذكر لك و لقومك و سوف تسألون عن على بن أبى طالب» هذا آخر الحديث، و كان اللفظ