فقالوا: سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِالّذي دعوتمونا إليه و هو الخمس ألّا نعطيهم منه شيئا و قوله: «كَرِهُوا مٰا نَزَّلَ اللّٰهُ»و الّذي نزّل اللّه ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) و كان معهم أبو عبيدة و كان كاتبهم، فأنزل اللّه أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّٰا مُبْرِمُونَ. أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لٰا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ- الآية.
[الحديث الرابع و الأربعون]
44- و بهذا الإسناد، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) في قول اللّه عزّ و جلّ: وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍقال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا و تعاقدوا على كفرهم
عداوتهم لاهل البيت (عليهم السلام) حيث قصدوا مع غصب الخلافة منهم كسر قلوبهم لضيق المعيشة و فى بعض النسخ «و لم يبالوا الا أن يكون الامر فيهم» و فيه دلالة على أن الغرض من منع الخمس أن لا يقدروا على دعوى الخلافة و انتزاعها من الغاصبين.
قوله: و كان معهم أبو عبيدة)
(1) اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجراح بن هلال بن امية بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة و فى فهر يجتمع مع رسول اللّه (ص) و هو قرشى و منه تقرشت قريش على الصحيح لا عن النضر بن كنانة و فى فهر يجتمع بطون قريش كلها و من لم يكن من ولد فهر فليس بقرشى و بطون قريش خمسة و عشرون.
قوله: فأنزل اللّه «أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً»
(2) ذكر اللّه تعالى ما تعاهدوا عليه فى الكعبة أن لا يردوا الامر و الخمس الى أهل البيت (عليهم السلام) فقال أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً أى أحكموا بينهم أمرا من رد الولاية و منع الخمس فَإِنّٰا مُبْرِمُونَ أمرا و هو مجازاتهم بالعذاب أو اثبات الولاية و الخمس لاهل البيت «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لٰا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ» أى حديث نفوسهم «وَ نَجْوٰاهُمْ» أى حديثهم فيما بينهم من منع الحق بل نسمعها وَ رُسُلُنٰا و هم الحفظة لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ذلك ليكون حجة عليهم يوم القيامة و نحن نجازيهم فيه.
قوله: قال نزلت فيهم)
(3) يعنى من يرد الكفر بولاية على (ع) و انكارها و غصبها فى