فاذا رأتهم شيعتهم قالوا: «الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لٰا أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ، يعنى هدانا اللّه في ولاية أمير المؤمنين و الأئمة من ولده (عليهم السلام).
[الحديث الرابع و الثلاثون]
34- الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن اورمة، و محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن حسّان، عن عبد اللّه بن كثير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) في قوله تعالى: عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِقال: النبأ العظيم الولاية، و سألته عن قوله:
بما كنتم تعلمون، أقول هذا معنى قوله فينصبون للناس فاذا رأتهم الشيعة على هذه المنزلة و الكرامة و سمعوا هذه البشارة قالوا الحمد للّه الّذي هدانا بلطفه و توفيقه لهذا المقام و هذا الفضل وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ إليه بمحض قوتنا لَوْ لٰا أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ.
(2) قال المفسرون معنى هذا الاستفهام تفخيم شأن ما يسأل عنه كأنه لفخامته خفى جنسه. و قوله «عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ» بيان لشأن المفخم أو صلة «يتساءلون» و «عم» متعلق بمضمر مفسر به.
قوله: قال النبأ العظيم الولاية)
(3) قال فى الطرائف روى الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازى فى كتابه فى تفسير قوله تعالى عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ كَلّٰا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلّٰا سَيَعْلَمُونَ باسناده الى السدى يرفعه قال أقبل صخر بن حرب حتى جلس الى رسول اللّه (ص) فقال يا محمد هذا الامر لنا من بعدك أم لمن؟ قال (ص) يا صخر الامر بعدى لمن هو منى بمنزلة هارون من موسى (عليهما السلام) فأنزل اللّه عز و جل «عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ»[1] يعنى يسألك أهل مكة عن خلافة على بن أبى طالب الّذي فيه مختلفون منهم المصدق بولايته و خلافته و منهم المكذب، قال «كَلّٰا» و هو رد عليهم «سَيَعْلَمُونَ» أى سيعرفون خلافته بعدك أنها حق «ثُمَّ كَلّٰا سَيَعْلَمُونَ» أى سيعرفون خلافته و ولايته اذ يسألون عنها فى قبورهم فلا يبقى ميت فى شرق و لا غرب و لا فى بر و لا فى بحر الا منكر و نكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين على بن أبى طالب (ع) بعد الموت يقولان له من ربك؟ و ما دينك؟ و من نبيك؟ و من إمامك؟.
[1] قوله «عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ» النبأ العظيم بمقتضى ظاهر الآية هو القيامة و كان المراد بهذا الحديث ان ولاية على (ع) أيضا نبأ عظيم و الشيء بالشيء يذكر و يتبادر الذهن الى معنى بعد خطور ما يناسبه بالبال اذ كثر التمثل بآيات القرآن فى الاحاديث و لكن هذا الحديث ضعيف الاسناد و لا حاجة فى الاحتجاج على مقام أمير المؤمنين (ع) و فضله مع كثرة البراهين الساطعة الى التمسك بالاحتمالات المشكوكة و الدعاوى الراهنة. (ش)