30- الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عبد اللّه بن إدريس، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) قوله جلّ و عزّ «بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا»قال: ولايتهم «وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ»قال: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) «إِنَّ هٰذٰا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولىٰ. صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ».
[الحديث الحادي و الثلاثون]
31- أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسّان، عن محمّد بن عليّ، عن عمّار بن مروان، عن منخّل، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أَ فَكُلَّمٰا جٰاءَكُمْ(محمّد) بِمٰا لٰا تَهْوىٰ أَنْفُسُكُمُ(بموالاة عليّ) ف اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً(من آل محمّد) كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ».
أو السلم لانها مؤنث كالحرب و الخطوات بسكون الطاء و ضمها و فتحها جمع الخطوة بالضم فى القلة و هى بعد ما بين القدمين فى المشى يعنى يا أيها الذين آمنوا بولاية على و طاعته ظاهرا ادخلوا كافة فى ولايته و طاعته ظاهرا و باطنا على صميم القلب و لٰا تَتَّبِعُوا خُطُوٰاتِ الشَّيْطٰانِ و وساوسه و أمره بالتفرق و التفريق و الكفر «إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ»* ظاهر العداوة يريد أن يخرجكم عن الدين و يزيلكم عن الحق.
قوله: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا قال ولايتهم)
(1) ذم الاشقياء و هم أئمة الجور و من تبعهم بأنهم يؤثرون الحياة الدنيا و زخارفها على الآخرة و عبر بالحياة الدنيا عن ولايتهم لانها سبب لجمعها من كل وجه و صرفها فى التوسع و التعيش و بذلها فى غير وجوه شرعية و طرق عدلية. و عبر بالاخرة عن ولاية على (ع) لان ولايته سبب للوصول الى نعيمها و الفوز بسعادتها و النجاة عن شقاوتها ثم رغب فى اختيار الآخرة بأنه خير و أبقى من الدنيا و ما فيها لان كل نعيم الآخرة خالص من الكدورات و متصف بالبقاء بخلاف نعيم الدنيا و العاقل لا يرجح المكدر المنقطع على الخالص الدائم و فى بعض النسخ بدل قوله «ولايتهم» «ولاية شبوية» شبوة العقرب أبرتها و قد تطلق عليها أيضا و النسبة شبوية شبه الجائر بالعقرب فى الاذى، ثم اشار الى ان كون الآخرة يعنى ولاية على (ع) خير و ابقى مذكور فى الصحف الاولى و صحف ابراهيم و موسى للتنبيه على ان ولايته مما جاء به الرسل و اخبروا به و نطقت به كتبهم.
قوله: جٰاءَكُمْ محمد بِمٰا لٰا تَهْوىٰ أَنْفُسُكُمُ)
(2) أى بما لا تحبه أنفسكم و قوله بموالاة على تفسير لقوله بِمٰا لٰا تَهْوىٰ[1] و قوله فَاسْتَكْبَرْتُمْ اشارة الى أن علة عدم المحبة بموالاته الاستكبار عن
[1] قوله «تفسير لقوله بِمٰا لٰا تَهْوىٰ» و لا يخفى أن الآية فى بنى اسرائيل و أنهم كانوا قبل ذلك يقتلون كل نبى يأتى بما يخالف أهواءهم و كان الشارح لم ينظر فى الآية بتمامها و الرواية ضعيفه و قلنا فى منخل راويها ما سبق. (ش)