مقرّب أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان، فقال: و إنّما صار سلمان من العلماء لأنّه امرئ منّا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء.
[الحديث الثالث]
3- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن البرقي، عن ابن سنان أو غيره رفعه إلى أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا صدور منيرة، أو
قوله (و انما صار سلمان من العلماء لانه)
(1) قال القرطبى سلمان يكنى أبا عبد اللّه و كان ينسب الى الاسلام فيقول انا سلمان بن الاسلام و يعد من موالى رسول اللّه (ص) لانه أعانه بما كوتب عليه فكان سبب عتقه و كان يعرف بسلمان الخير و قد نسبه رسول اللّه (ص) الى بيته فقال: «سلمان منا اهل البيت» و اصله فارسى من رامهرمز قرية يقال لها جي و قيل بل من اصبهان و كان ابوه مجوسيا فنبهه اللّه تعالى على قبح ما كان عليه ابوه و قومه و جعل فى قلبه الشوق الى طلب الحق فهرب بنفسه و فر عن ارضه فوصل الى المقصود بعد مكابدة عظيم الشعاب و الصبر على المكابدة و قال على (ع) «سلمان علم العلم الاول و الاخر و هو بحر لا ينزف و هو منا اهل البيت» و عنه أيضا «سلمان مثل لقمان» و له اخبار حسان و فضائل جمة.
قوله (فلذلك نسبته الى العلماء)
(2) اراد بالعلماء اهل البيت (عليهم السلام).
قوله (لا يحتمله الا صدور منيرة)
(3) [1] و هى صدور الأنبياء شبه نفوسهم القدسية بالشمس
[1] قوله «صدور منيرة هى صدور الأنبياء» لا حاجة الى التخصيص أصلا بل الحق تعميمه حتى يشمل أصحاب العقول السليمة و الاذهان الصافية و الحدس القوى و الذوق السليم من العوام و ان لم يمارسوا الكتب و لم يشاركوا فى العلوم الرسمية كما أن كثيرا من الممارسين و المشاركين فى العلوم قاصرون عن فهم الدقائق و بعضهم لا يستطيع أن يجاوز ما يقرب الى الحس و لا يدرك الا بالسمع و البصر فيقتصر على أمثال علم التاريخ لان نقوش كتابتها تدرك بالبصر و أصوات حروفها بالسمع و لا يحتاج الى العقل. (ش)