responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 42

[الحديث الثاني]

2- عليّ بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن المعلّى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) يوما: جعلت فداك ذكرت آل فلان و ما هم فيه من النعيم فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم، فقال: هيهات يا معلّى أما و اللّه أن لو كان ذاك ما كان إلّا سياسة الليل و سياحة النهار و لبس الخشن و أكل الجشب، فزوي ذلك عنّا، فهل رأيت ظلامة قطّ صيّرها اللّه تعالى نعمة إلّا هذه.


الدنيا و يورثه ذلك ذلا و انكسارا يخرجه من منزل الطغيان و يمنعه عن ارتكاب العصيان و يزجره عن التكبر و التفوق على الاخوان.

قوله: لعشنا معكم)

(1) اى لو كان هذا الامر مفوضا إليكم لعشنا معكم لكثرة النعمة و حصول اسباب العيش فقال (ع) هيهات هيهات يعنى بعد بعد ما توهمت يا معلى من توسعنا فى المعيشة و اخذنا فى الانتفاع بزهرات الدنيا لو كان ذلك الامر إلينا و اتى به مكررا للتأكيد ثم اكد مضمون ذلك بقوله «اما و اللّه ان لو كان ذلك ما كان حالنا إلا سياسة الليل و سياحة النهار و لبس الخشن و اكل الجشب» و السياسة مصدر سست الرعية سياسة و هى القيام عليهم بما يصلحهم و التدبير فى امورهم و النظر الى مصالحهم و انما اضافها الى الليل لان اكثر الفساد يقع فيه فهو أولى بأن يقع السياسة فيه و لان الامير كثيرا ما يدبر امور الرعية فيه و السياحة مصدر ساح فى الارض يسيح سياحة اذا ذهب فيها و اصله من السيح و هو الماء الجارى على وجه الارض و انما اضافها الى النهار لان الذهاب الى الجهاد و الجماعة و نحوهما الحركة فى الارض لاجراء الاحكام على الخلق و نحوه يقع فى النهار غالبا و حمل سياحته على الصوم بعيد فى هذا المقام اذ لا مدخل لكثرة النعمة فيه الا ان يكون المراد زجر النفس عنها و هذا الحمل مع قلته منقول عن الشرع، قال ابن الاثير و منه حديث «سياحة هذه الامة الصيام» قيل للصائم: سائح لان الّذي يسيح فى الارض متعبدا يسيح و لا زاد معه و لا ماء فحين يجد يطعم و الصائم يمضى نهاره لا يأكل و لا يشرب فشبه به، و المراد بلبس الخشن لبس الثوب الّذي لا قدر له و لا قيمة يعتد بها و يأكل الجشب اكل طعام غليظ لا يميل إليه طبع اكثر الخلق او اكل ما لا آدم معه.

قوله: فزوى ذلك عنا)

(2) أى فصرف ذلك الامر و قبض عنها فهل رأيت يا معلى ظلامة قط صيرها اللّه تعالى نعمة الا هذه الظلامة فانها جعلت نعمة علينا لسقوط السياسة و السياحة و لبس الخشن و اكل الجشب و غيرها من المشقات التى لزم على صاحب هذا الامر التزامها ليقتدى به الضعفاء و يهتدى به الاغنياء. و الظلامة بالضم الحق الّذي اخذ من صاحبه ظلما.

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست