responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 4

هذا. و اللّه ما كان هذا، و الانكار هو الكفر.

[الحديث الثاني]

2- أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة ابن صدقة، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال ذكرت التقيّة يوما عند عليّ بن الحسين (عليهما السلام) فقال: و اللّه لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله و لقد آخى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) بينهما، فما


أسرار المبدأ و المعاد أو على الاحكام و الاخلاق [1] او على احوال القرون الماضية و الآتية او على صفاتهم و كمالاتهم الفائقة على كمالات غيرهم فما ورد عليكم من هذه الاحاديث فان لانت له قلوبكم و احتملته و لم تستصعبه و عرفت المراد منه اما لكونه ظاهرا او لكونه مؤولا بتأويل موافق لقوانينهم عقلا و نقلا فاقبلوه و اعملوا به ان كان متعلقا بالعمل و ان اشمأزت منه قلوبكم و تقبضت منه و أنكرته اى لم تعرف المراد منه و لم تجد له محملا صحيحا فلا تردوه و لا تقولوا هو كاذب بل ردوا علم كنهه و حقيقته الى اهله هذا اذا لم تجده مخالفا للكتاب و السنة النبوية مخالفة لا يمكن معها الجمع بينهما و الا فلا ضير فى رده لما روى عن ابى عبد اللّه (ع) من «ان كل حديث لا يوافق كتاب اللّه فهو زخرف» و عنه (ع) «ما جاءكم عنى يخالف كتاب اللّه فلم اقله».

قوله (لا يحتمله)

(1) لصعوبة فهمه عليه و خروجه عن وسعه اما لقصور فى عقله او لغموض فى المقصود.

قوله (و الانكار هو الكفر)

(2) اى انكارهم او انكار حديثهم و نسبة الكذب إليه مع العلم او الظن بانه حديثهم سواء سمعه شفاها او بواسطة

قوله (فقال و اللّه لو علم ابو ذر ما فى قلب سلمان لقتله)

(3) المراد بما فى قلب سلمان العلوم و الاسرار و منشأ القتل هو الحسد [2] و العناد و فيه مبالغة على التقية من الاخوان فضلا


[1] قوله «أو على الاحكام و الاخلاق» و الحق أن ما ورد للعمل يجب أن يكون مبنيا حتى يمكن أن يعمل به جمع المكلفين و الا لزم نقص الغرض و أما الاعتقادات كاسرار المبدأ و المعاد و مقامات الائمة و الأنبياء فلا، اذ يختلف الناس فى استعداد فهم الحقائق و منع الفطن المدقق عنه ظلم، و تكليف البليد به تكليف بما لا يطاق، و لا يبعد أن يرد فى الادلة ما يختص بفهمه بعضهم دون بعض و يكون مبينا لهم دون غيرهم و نحن نرى استعداد الناس يختلف فبعضهم يسهل عليه فهم العلوم الرياضية و بعضهم علوم الادب و لا يمكن تعليم غير المستعد و لا يجوز منع المستعد كذلك مسائل الاصول و أما ما يتعلق بالعمل كالفقه و الاخلاق فيسهل فهمه لجميع الناس و جميعهم مكلفون به. (ش)

[2] قوله «و منشأ القتل هو الحسد» بل هو الجهل و استيحاش كل أحد عما لم يستأنسه و خالف مرتكزات ذهنه و عادته و لا ريب أن من نشأ على تعظيم معاوية طول عمره استوحش من سماع لعنه و نسب اللاعن الى كل سوء و الأسوإ من كل سوء فى نظر المتدين الكفر فينسبه الى الكفر و يقتله، و من نشأ على القول بتجسم الواجب تعالى ينسب القائل بتجرده الى الضلال و الكفر و بالعكس و من نشأ على الاعتقاد بأن الاحتياج الى العلة للحدوث ينسب مخالفه الى انكار الواجب و بالعكس من ذهب الى أن الاحتياج للامكان نسب غيره الى الكفر اذ يقول لو جاز على الواجب العدم لما ضر عدمه وجود العالم و هكذا. و اصل الاستيحاش من عدم فهم السامع و عدم مبالاة المتكلم بإلقاء المطالب العويصة على غير المستعد و ممن رموه بالكفر و الزندقة يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين الّذي أمر الرضا (ع) بأخذ معالم الدين عنه، و روى الكشى روايات كثيرة فى ذلك منها عن أبى جعفر البصرى قال «دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا (ع) فشكى ما يلقى من أصحابه من الوقيعة فقال الرضا (ع) دارهم فان عقولهم لا يبلغ» و فى رواية عن موسى بن جعفر (ع) قال يا يونس ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم، قال قلت انهم يقولون لى زنديق قال لى و ما يضرك أن يكون فى يدك لؤلؤة فيقول الناس هى حصاة و ما ينفعك ان يكون فى يدك حصاة فيقول الناس لؤلؤة» انتهى.

و كتب أبو جعفر الجواد (ع) الى رجل فى يونس «احبه و اترحم عليه و ان كان يخالفك أهل بلدك» انتهى. و الظاهر أن المقصود من البلد البصرة، و كتب رجل الى الكاظم (ع) يسأله عن الزكاة: عندنا قوم يقولون بمقالة يونس فاعطيهم من الزكاة شيئا قال فكتب إليه: نعم أعطهم» انتهى. و فى كتاب أعيان الشيعة بعد ما نقل عن بعض علمائنا أن أصحاب الائمة (عليهم السلام) كانوا يقعون بعضهم فى بعض بالانتساب الى الكفر و الزندقة و الغلو و غير ذلك بل و فى حضورهم (عليهم السلام) أيضا و ربما كانوا يمنعون و ربما كانوا لم يمنعوا المصالح و أن هذه النسب كلها لا أصل لها فاذا كانوا فى زمان الحجة بل و فى حضوره يفعلون أمثال هذه فما ظنك بهم فى زمان الغيبة- الى أن قال- انهم لو سمعوا من أحد لفظ الرياضة و أمثال ذلك رموه بالتصوف و جمع منهم يكفرون معظم فقهائنا رضى اللّه عنهم لاثباتهم اسلام بعض الفرق الاسلامية، ثم قال و بالجملة كل منهم يعتقد امرا انه من أصول الدين بحيث يكفر غير المقرّ به، بل آل الامر الى ان المسائل الفرعية غير الضرورية ربما يكفرون من جهتها و الاخباريون يطعنون على المجتهدين بتخريب الدين و الخروج عن طريق الائمة الطاهرين (عليهم السلام) انتهى كلام أعيان الشيعة. و أنا أعتقد أن تكفير العقلاء و الحكماء هو الّذي يريده الملاحدة و يقر أعينهم به لان مذهبهم أن كل متدين سفيه و كل عاقل كافر و قال قائلهم:

اثنان فى الدنيا فذو عقل بلا * * * دين و آخر دين لا عقل له

فمن يحكم بأن كل حكيم عاقل كافر فهو أقوى معاون للملاحدة و أنفذ مؤيد لهم (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست