26- عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابنا قال: سلّم أبو محمّد (عليه السلام) إلى نحرير فكان يضيّق عليه يؤذيه قال: فقالت له امرأته: و يلك اتّق اللّه، لا تدري من في منزلك؟
و عرّفته صلاحه و قالت: إنّي أخاف عليك منه، فقال لأرمينّه بين السباع، ثمّ فعل ذلك به فرئي (عليه السلام) قائما يصلّي و هي حوله.
[الحديث السابع و العشرون]
27- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت على أبي محمّد (عليه السلام) فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطّه فأعرفه إذا ورد، فقال: نعم، ثمّ قال: يا أحمد إنّ الخطّ سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدّقيق فلا تشكّنّ، ثمّ دعا بالدّواة فكتب و جعل يستمدّ إلى مجرى الدّواة فقلت في نفسي و هو يكتب: أستوهبه القلم الذي كتب به. فلمّا فرغ من الكتابة أقبل يحدّثني و هو يمسح القلم بمنديل الدّواة ساعة، ثمّ قال: هاك يا أحمد فناولنيه، فقلت: جعلت فداك إنّي مغتمّ لشيء يصيبني في نفسي و قد أردت أن أسأل أباك فلم يقض لي ذلك، فقال: و ما هو يا أحمد؟
فقلت: يا سيّدي روي لنا عن آبائك أنّ نوم الأنبياء على أقفيتهم و نوم المؤمنين
<قوله>: يا أحمد ان الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ الى القلم الدقيق فلا تشكن)
(1) يعنى أن الخط على مراتب متفاوتة من الجلى و الخفى و الغلظة و الدقة فلا تشكن فيه لاجل ذلك، و لا فيما تضمنه من الحق الصريح، و الحاصل أن هذا الخط قد لا يوافق الخطوط الباقية الواردة منا عليك، فلا تجعله ميزانا للرد و القبول؛ بل ارجع الى ما هو المعروف من طريقتنا مع العلم به و الا فتوقف حتى يظهر لك صحته، و فى بعض النسخ «من» بدل «ما»
قوله: و جعل يستمد الى مجرى الدواة)
(2) أى يطلب المدد لقلة المداد من قعر الدوات الى مجريها، و المدة بالضم اسم ما استمددت به من المداد على القلم و المداد النقس بالكسر فيهما و هو ما يكتب به.
قوله: ثم قال هاك يا أحمد)
(3) «ها» بالقصر و المد و هاك من أسماء الافعال بمعنى الامر أى خذه.
قوله: نوم المؤمنين على ايمانهم، و نوم المنافقين على شمائلهم)