لك عن العطيّة، أعطه يا غلام ما معك، فأعطاني غلامه مائة دينار، ثمّ أقبل عليّ فقال لي: إنّك تحرمها أحوج ما تكون إليها يعني الدنانير التي دفنت و صدق (عليه السلام) و كان كما قال دفنت مائتي دينار و قلت: يكون ظهرا و كهفا لنا فاضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه و انغلقت عليّ أبواب الرّزق فنبشت عنها فاذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها و هرب فما قدرت منها على شيء.
[الحديث الخامس عشر]
15 إسحاق قال: حدّثني عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ قال: كان لي فرس و كنت به معجبا أكثر ذكره في المحالّ فدخلت على أبي محمّد (عليه السلام) يوما فقال لي: ما فعل فرسك؟ فقلت: هو عندي و هو ذا هو على بابك و عنه نزلت فقال لي: استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتري و لا تؤخّر ذلك و دخل علينا داخل و انقطع الكلام فقمت متفكّرا و مضيت إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر، فقال: ما أدري ما أقول في هذا؟ و شححت به و نفست على الناس ببيعه و أمسينا فأتانا السائس و قد صلّينا العتمة فقال: يا مولاي نفق فرسك فاغتممت و علمت أنّه عنى هذا بذلك القول، قال: ثمّ دخلت على أبي محمّد بعد أيّام و أنا أقول في نفسي: ليته أخلف
الرابع.
قوله: فقال لى انك تحرمها احوج ما تكون إليها)
(1) تحرم على صيغة المجهول من حرمه الشيء يحرمه حرمانا او من احرمه اذا منعه اياه، و احوج حال عن الفاعل و إليها متعلق به، و ما مصدرية، و تكون تامة أو ناقصة، و إليها خبره يعنى انك تصير محروما ممنوعا من الدنانير التى دفنتها حال شدة احتياجك إليها فى وقت من أوقات وجودك أو فى وقت تكون محتاجا إليها.
قوله: حدثنى على بن زيد عن على بن الحسين)
(2) هكذا فى أكثر النسخ و الاصوب على ابن زيد بن على بلفظة ابن بدل عن كما فى ارشاد المفيد و فى بعض النسخ الكتاب. و هو من أصحاب العسكرى (ع).
قوله: استبدل به قبل المساء ان قدرت على المشترى)
(3) فى هذا الحديث علامتان من علامات الامامة، و لعل الامر بالاستبدال لمجرد اظهار الكرامة مع علمه بأنه لا يستبدل، أو لعلمه بأنه لا ينفق عند المشترى أو لعلمه بأن المشترى على تقدير تحقق الاشتراء ممن لا حرمة لماله.