عليّ دابّة إذ كنت اغتممت بقوله، فلمّا جلست قال: نعم تخلّف دابّة عليك، يا غلام أعطه برذوني الكميت هذا خير من فرسك و أوطأ و أطول عمرا.
[الحديث السادس عشر]
16 إسحاق قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن شمّون قال: حدّثني أحمد بن محمّد قال: كتبت إلى أبي محمّد (عليه السلام) حين أخذ المهتدي فى قتل الموالي يا سيّدي الحمد للّه الذي شغله عنّا، فقد بلغني أنّه يتهدّدك و يقول: و اللّه لأجلينّهم عن جديد الأرض فوقّع أبو محمّد (عليه السلام) بخطّه: ذاك أقصر لعمره، عدّ من يومك هذا خمسة أيّام و يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف يمرّ به فكان كما قال (عليه السلام).
[الحديث السابع عشر]
17 إسحاق قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن شمّون قال: كتبت إلى أبي محمّد (عليه السلام) أسأله أن يدعو اللّه لي من وجع عيني و كانت إحدى عينيّ ذاهبة و الاخرى على شرف ذهاب، فكتب إليّ: حبس اللّه عليك عينك فأفاقت الصحيحة، و وقّع في آخر الكتاب آجرك اللّه و أحسن ثوابك، فاغتممت لذلك و لم أعرف في أهلي أحدا مات، فلمّا كان بعد أيّام جاءتني وفاة ابني طيّب فعلمت أنّ التعزية له.
[الحديث الثامن عشر]
18 إسحاق قال: حدّثني عمر بن أبي مسلم قال: قدم علينا بسرّ من رأى
<قوله>: اذ كنت اغتممت بقوله)
(1) اراد بهذا التعليل أن يصدر منه ما يوجب سروره كما صدر منه ما يوجب اغتمامه قبل تحقق القضية، فلا يرد أن اغتمامه كان واقعا لا محالة و ان لم يقل ذلك.
قوله: اعطه برذونى الكميت)
(2) البرذون التركى من الخيل، و الجمع البراذين و خلافها العراب، و الانثى برذونة، و الكميت من الخيل بين السواد و الحمرة عن سيبويه، و عن أبى عبيدة الفرق بين الاشقر و الكميت بالعرف و الذنب فان كانا أحمرين فهو أشقر و ان كانا أسودين فهو كميت.
قوله: حين اخذ المهتدى)
(3) هو محمد بن الواثق بن المعتصم ملك الخلافة بعد المعتزين المتوكل بن المعتصم و قد وقع بين المهتدى و مواليه يعنى عساكره الاتراك محاربة عظيمة لرجوعهم عنه حتى غلب و خلع الخلافة عن نفسه فى رجب سنة ست و خمسين و مائتين فقتلوه يوم الخلع ذلا و صغارا و كان عمره تسعا و ثلاثين سنة، و زمان خلافته أحد عشر شهرا و سبعة عشر يوما ثم ملك الخلافة بعده المعتمد أحمد بن المتوكل.
قوله: لاجلينهم عن جديد الارض)
(4) الجلاء و الاجلاء الاخراج من البلد يقال: جلوته و أجليته اذا أخرجته من البلد، و جديد الارض وجهها، و لعل هذا كناية عن القتل و الحمل على الحقيقة أيضا محتمل.